تعيش جزيرة سيلت الواقعة في أقصى شمال ألمانيا حالة من القلق والجدل البيئي، بعد تسجيل هجمات متكررة من شاكال ذهبي “ابن آوى” يُعتقد أنه المسؤول عن قتل ما يقارب 90 خروفًا وحملًا خلال الأسابيع القليلة الماضية، في حادثة غير مسبوقة أثارت اهتمام الصيادين والسلطات المحلية.
بدأت الهجمات منذ 19 مايو، وسُجلت في مناطق متفرقة من الجزيرة، أبرزها مورسوم ورانتوم. وتُعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها إصدار تصريح استثنائي رسمي لقتل شاكال ذهبي في ألمانيا. استجابةً للتهديد، أصدر مكتب البيئة في ولاية شليسفيغ-هولشتاين تصريحًا استثنائيًا يتيح قتل الشاكال في الفترة ما بين 5 يونيو و31 يوليو 2025، مشيرًا إلى أن الهدف من القرار هو حماية الثروة الحيوانية والمزارع المتضررة. وقد شارك 20 إلى 30 صيادًا محليًا في عمليات تعقّب ليلية، مستخدمين أدوات صوتية خاصة لجذب الحيوان إلى مناطق مكشوفة، على أمل العثور عليه وإنهاء خطره.
وفي ظل الضجة الإعلامية المحيطة بالقضية، أكدت السلطات المحلية رفضها القاطع لتحويل الحدث إلى فرصة سياحية، حيث وردت طلبات من صيادين من خارج الجزيرة للمشاركة، وهو ما تم رفضه. وقال نائب كبير الصيادين مانفريد أوكيرمان: “لسنا بحاجة لصيادين إضافيين، لدينا فريقنا المحلي المتخصص.”
من جانبها، عبّرت منظمات حماية البيئة مثل الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) عن قلقها من سرعة اتخاذ القرار دون دراسة بيئية كافية، محذّرة من أن إزالة فرد واحد من هذا النوع قد لا يكون الحل، بل قد يؤثر على التوازن البيئي في المنطقة.
