الإثنين, 15 سبتمبر 2025 06:21 PM

رغم التأهل.. انتقادات لأداء المنتخب الأولمبي السوري لكرة القدم تحت 23 عامًا ومخاوف من قرعة كأس آسيا

رغم التأهل.. انتقادات لأداء المنتخب الأولمبي السوري لكرة القدم تحت 23 عامًا ومخاوف من قرعة كأس آسيا

عنب بلدي – مارينا مرهج – لم يشفع تأهل منتخب سوريا الأولمبي لكرة القدم إلى نهائيات كأس آسيا تحت 23 عامًا في تجنيبه الانتقادات التي طالت الأداء خلال البطولة، والتي جاءت مقارنة بالتقييمات خلال التدريبات، بالإضافة إلى ضعف الخط الدفاعي مقابل الأداء الهجومي الفردي.

وأمام هذا الأداء، سيواجه "الأولمبي" تحديات في التشكيلة وخطة اللعب، تفرضها قرعة صعبة في النهائيات، المقررة مطلع العام المقبل في السعودية. وجاء التأهل في 9 من أيلول الحالي، بعد فوز على منتخب طاجكستان بهدف وحيد في التصفيات المؤهلة إلى النهائيات الآسيوية، والمقامة في العاصمة الطاجكية دوشنبه. وسجل هدف المنتخب السوري اللاعب محمد سراقبي، في الدقيقة بعد الـ 97، ليتصدر المنتخب بهذا المجموعة الـ 11 برصيد تسع نقاط، بينما احتلت الفلبين المركز الثاني برصيد ست نقاط، أما طاجكستان فقد حلت بالمركز الثالث برصيد ثلاث نقاط، بينما بقيت نيبال أخيرًا بلا نقاط.

وكان منتخب سوريا الأولمبي قد فاز خلال التصفيات على منتخب الفلبين بهدفين مقابل هدف، وعلى منتخب نيبال بأربعة أهداف مقابل هدفين.

وينص نظام البطولة على تأهل أبطال المجموعات الـ 11 إلى النهائيات الآسيوية، إضافة إلى أفضل أربعة فرق تحل في المركز الثاني.

فوز تطوله الانتقادات

استطاع منتخب سوريا الأولمبي تحقيق التأهل إلى كأس آسيا، بالرغم من أن فترة التحضيرات كانت قصيرة جدًا، وبإمكانيات متواضعة. وقال مدير المنتخب الأولمبي، يوسف ربيع حسن، في حديث إلى عنب بلدي، إنه تم التركيز خلال التحضيرات على رفع الروح المعنوية للاعبين، وتعزيز الثقة بالنفس والانضباط الذهني، والاهتمام باللعب الجماعي وليس الفردي، والتعامل مع الضغط الجماهيري والإعلامي بهدوء.

بالمقابل، يرى الخبير الرياضي حسين مصطفى، أن أداء المنتخب السوري مغاير تمامًا لما تمت مشاهدته خلال التدريبات في الفترة التحضيرية، وهو ما يستدعي برأيه وضع إشارات استفهام على مستوى الفريق ككل. ففي حين يمتلك خط هجوم قويًا يعتمد على لاعبين ذوي مهارات فردية عالية، تمكنوا من حسم العديد من المباريات، كان خط الدفاع نقطة ضعف واضحة، إذ ظهر تراجع الأداء في الخط الخلفي خلال التصفيات الآسيوية الأخيرة.

وعلى الرغم من التأهل إلى كأس آسيا، وجد المحلل الرياضي هاني عنطوز، أن الأداء الفني خلال البطولة أظهر عدة ثغرات واضحة، فالفريق لم يقدم هوية لعب مستقرة، بل اعتمد بشكل كبير على الدفاع والمرتدات، وافتقد للتوازن التكتيكي خاصة أمام طاجكستان.

إلى جانب ذلك، برزت مشكلات فنية في التمرير، إذ ارتفعت نسبة الكرات المقطوعة في لحظات حساسة، وطغت النزعة الفردية لدى بعض اللاعبين على الأداء الجماعي، مما انعكس أيضًا على الجانب الهجومي، فقد أضاع المنتخب فرصًا عديدة، وكاد أن يدفع ثمنه أمام طاجكستان لولا سوء استغلال الخصم لفرصه.

وعلى مستوى الاختيارات، أثار غياب لاعبين محترفين، مثل أند عبدي وجان مصطفى، تساؤلات جدية حول معايير الاستدعاء، خصوصًا أن الفريق بدا بأمسّ الحاجة لعناصر خبرة تعزز أداءه. ورغم خوض المنتخب ثلاثة معسكرات خارجية وسبع مباريات ودية انتهت بنتائج جيدة، فإن هذه التحضيرات لم تنعكس على الأداء في التصفيات، ما كشف عن فجوة بين الإعداد النظري والمردود العملي.

قرعة "صعبة" في كأس آسيا

سيكون المنتخب السوري الأولمبي أمام قرعة صعبة في بطولة آسيا تحت 23 عامًا، المقررة مطلع العام المقبل في السعودية. وأرجع مدير المنتخب الأولمبي، يوسف ربيع حسن، ذلك إلى وجود المنتخب في المستوى الرابع عند سحب القرعة، ما يجعل الفريق يجد نفسه في مجموعة قوية إلى جانب منتخبات من مستويات أعلى.

المستوى الأول: السعودية، أوزبكستان، اليابان، العراق.

المستوى الثاني: كوريا الجنوبية، فيتنام، أستراليا، قطر.

المستوى الثالث: تايلند، الأردن، الإمارات، إيران.

المستوى الرابع: الصين، سوريا، قيرغيزستان، لبنان.

ويحتاج المنتخب، وفق حسين مصطفى، إلى التدعيم ببعض المراكز وأهمها خط الوسط والدفاع، بالإضافة إلى استدعاء اللاعبين المحترفين في كأس آسيا المقبلة.

وتفرض المشاركة في التصفيات رغم نجاحها بالعلامة الكاملة إعادة تقييم شامل، وإعادة ترتيب أوراق المنتخب قبل النهائيات المقبلة، صنفها هاني عنطوز في:

  • إصلاح الجوانب التكتيكية والفنية لا بد من وضع أسلوب لعب واضح يمنح المنتخب شخصية هجومية، مع معالجة مشكلات التمرير وتقليل الأخطاء الفردية، كما يشكل دمج المحترفين مع التشكيلة الحالية عنصرًا أساسيًا لتعزيز القوة والعمق، خاصة أن الفترة المتبقية قبل النهائيات (قرابة 120 يومًا) تمنح مساحة كافية لهذا العمل.
  • تقوية الجانب النفسي

أظهرت التصفيات أن الضغوط النفسية ما زالت تؤثر على اللاعبين في اللحظات الحرجة، كما حدث خلال مواجهة طاجكستان، لذلك، فإن التركيز على إعداد ذهني متين وبناء روح جماعية منضبطة سيكون عاملًا حاسمًا في النهائيات.

  • استثمار الوقت للتحضير المثالي الفترة المقبلة فرصة لاختبار عناصر جديدة وتدعيم المراكز التي أظهرت ضعفًا، بما يضمن تشكيل فريق قادر على مجاراة المنتخبات القوية المنتظرة في النهائيات.

معسكر داخلي سبق التصفيات

أقام المنتخب السوري الأولمبي لكرة القدم، في آب الماضي، ضمن معسكر داخلي على أرضية ملعب "الفيحاء" دمشق، استعدادًا لخوض التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا تحت 23 عامًا. وخلال حديث حينها إلى عنب بلدي، قال المدير الفني للمنتخب، ماهر بحري، إن المعسكر يقام رغم وجود بعض الغيابات بسبب التزامات لاعبين مع أنديتهم، مثل الكرامة وحطين.

وحول استدعاء اللاعبين المحترفين في الخارج، أكد بحري أن الجهاز الفني يتواصل مع عدد من الأسماء، إلا أن أيًا منهم لم يشارك في التحضيرات حتى الآن، مشددًا على أن "الجاهزية والكفاءة" هما المعياران الوحيدان لاختيار اللاعبين.

التأهل إلى نهائيات كأس آسيا تحت 23 عامًا يعد إنجازًا مهمًا يبرز قدرات هذا الجيل الواعد، غير أن الأداء العام للمنتخب أظهر ثغرات واضحة تتطلب معالجة جدية وسريعة من الجهاز الفني والإدارة، فالنجاح في التصفيات لا ينبغي أن يحجب مواطن الخلل، بل يجب أن يشكل دافعًا لمزيد من التطوير والاستعداد بشكل أفضل لمواجهة منتخبات أقوى في النهائيات.

مشاركة المقال: