الإثنين, 19 مايو 2025 05:43 PM

رفع العقوبات عن سوريا: كواليس القرار الأمريكي المفاجئ وتوقعات المرحلة القادمة

رفع العقوبات عن سوريا: كواليس القرار الأمريكي المفاجئ وتوقعات المرحلة القادمة

في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال زيارته الأخيرة إلى الشرق الأوسط، رفع العقوبات عن سوريا، مما أثار ردود فعل متباينة واستنفارًا داخل الحكومة الأميركية، وفقًا لمصادر مطلعة.

كشفت مصادر لشبكة "سي إن إن" أن إدارة ترامب أجرت اتصالات سرية خلال الأشهر الماضية تمهيدًا لتخفيف العقوبات، بما في ذلك استعدادات للقاء محتمل على مستوى عالٍ مع الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع. إلا أن الإعلان عن الرفع الكامل والسريع للعقوبات فاجأ بعض المسؤولين.

أكد مصدر مطلع أن القرار نوقش لعدة أشهر، لكن ترامب تجاوز ما كان قيد الدراسة على المستوى الفني. وفي محاولة لتوضيح آليات التنفيذ، أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أن الإدارة ستصدر إعفاءات من العقوبات المفروضة بموجب القانون الأميركي، معربًا عن أمله في إلغاء القانون كليًا في المستقبل.

من المتوقع أن تستغرق المراجعة الفنية للعقوبات عدة أسابيع، على الرغم من أن القانون لا يقيّد صلاحيات الإدارة في إصدار إعفاءات عامة. وأوضح مسؤول في وزارة الخزانة أن الوزارة ستصدر قريبًا تراخيص عامة تشمل قطاعات واسعة من الاقتصاد السوري، في إطار جهود إعادة الإعمار.

خلال الإعلان عن رفع العقوبات في الرياض، أُبرز الدور الكبير الذي لعبته السعودية وراء الكواليس، حيث دفعت باتجاه رفع العقوبات باعتبار أن ذلك سيساهم في إنعاش الاقتصاد السوري واستقرار المنطقة. كما دعمت تركيا هذه الجهود، وكانت على علم بالاتصالات الجارية بين واشنطن ودمشق.

أكدت مصادر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ناقش الأمر مع ترامب، وشارك في الاجتماع مع الشرع بشكل افتراضي. في المقابل، عبّرت إسرائيل عن معارضتها للقرار، وحذّر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من تكرار سيناريو هجوم 7 أكتوبر 2023.

سبق لقاء ترامب بالشرع سلسلة من الاجتماعات بين مسؤولين أميركيين وسوريين في باريس وواشنطن ونيويورك، حيث ناقشوا التعاون في مكافحة الإرهاب والتخلص من الأسلحة الكيميائية. كما سعت شخصيات من الحكومة السورية الجديدة للتواصل مع أطراف خارج الحكومة الأميركية، ضمن ما وُصف بـ"الهجوم الدبلوماسي الناعم" لتغيير صورة النظام.

أبدى بعض مسؤولي الإدارة الأميركية تحفظًا، وعلى رأسهم مستشار البيت الأبيض لمكافحة الإرهاب سيباستيان غوركا، والمبعوث السابق إلى سوريا جويل رايبورن. ويقرّ المسؤولون الأميركيون بأن الطريق نحو علاقة طبيعية مع حكومة الشرع سيكون طويلاً ومعقدًا.

أشار روبيو إلى أن حكومة الشرع أعربت عن التزامها بمبادئ المجتمع الدولي، بما في ذلك حكومة شاملة، وسلام مع إسرائيل، والقضاء على الإرهاب. ووفق روبيو، فإن هذه الخطوة قد تُحدث تحولًا تاريخيًا في المنطقة إذا نجحت.

مشاركة المقال: