حصد الكاتب والروائي السوري "محمد فتحي المقداد" "جائزة ناجي نعمان الأدبية" لعام 2025 عن روايته "بنسيون الشارع الخلفي"، بعد منافسة مع 4321 مشتركًا من 92 دولة يتحدثون 41 لغة. الجائزة، التي تأسست عام 2002، تكافئ الأعمال الأدبية المتميزة في مضمونها وأسلوبها، بهدف تعزيز القيم الإنسانية. يمثل هذا الفوز إضافة للأدب السوري في المحافل العربية والعالمية.
المقداد، من بصرى الشام ويقيم في إربد، صرح لـ"زمان الوصل" بأنه شارك في الجائزة عبر البريد الإلكتروني في أواخر عام 2024، معتبراً الفوز دافعاً لتقديم الأفضل لخدمة القضايا العادلة والإنسانية.
تتناول رواية "بنسيون الشارع الخلفي" التبدلات الاجتماعية التي أحدثتها الحرب السورية، والتغيرات العميقة في القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية، وظهور المساكنة بين الشباب بدون زواج رسمي كظاهرة اجتماعية تستحق الدراسة.
يشير العنوان إلى أن "الشوارع الخلفية" بعيدة عن الرقابة الأمنية، وتنتشر فيها الأنشطة المشبوهة مثل الدعارة والمخدرات، مما يسهل الهروب والتخفي.
تدور أحداث الرواية في مخيم اليرموك، في عمارة استولى عليها الشبيحة بعد تهجير السكان، واستخدموها لسرقة وبيع ممتلكاتهم.
لا تقتصر الرواية على موضوع المساكنة، بل تسلط الضوء على قضايا القتل، الاعتقال، التهجير، التعفيش، مجزرة الميغ، تخريب مقبرة الشهداء، تدمير الأبنية الفلسطينية، وقصف المساجد. كما تركز على معاناة السكان الذين اضطروا لأكل الحشائش بسبب الجوع.
حصلت الرواية على دراسة دكتوراه من الباحثة "أثير عبد الله الفالح" في جامعة الملك سعود.
"محمد فتحي المقداد" روائي سوري من مواليد 1964، يوثق في أعماله آثار الحرب السورية على المجتمع، مثل اللجوء، التهجير، والتحولات الاجتماعية. من مؤلفاته "دوامة الأوغاد" و"الطريق إلى الزعتري". هو عضو في اتحاد كتاب سوريا الأحرار واتحاد الكتاب الأردنيين، ومدير تحرير صحيفة "آفاق حرة".
فارس الرفاعي - زمان الوصل