اجتمع وزير الداخلية السوري أنس خطاب في العاصمة دمشق الأحد مع وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر ونظيرها النمساوي غيرهارد كارنر، لبحث إعادة اللاجئين السوريين وتعزيز التعاون الأمني.
وشهدت الزيارة الأولى لوزير نمساوي منذ 15 عاماً اتفاقات على ترحيل المجرمين ومكافحة تنظيم “داعش”، ودعم إعادة الإعمار، في إطار جهود تثبيت الاستقرار بسوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد.
وبحث وزير الداخلية السوري أنس خطّاب الأحد مع وزيرة داخلية ألمانيا نانسي فيزر ونظيرها النمساوي غيرهارد كارنر في دمشق، الملفات ذات الاهتمام المشترك وقال الوزيران الأوروبيان وفق بيانين منفصلين إن البحث شمل “ترحيل” المجرمين ومن يشكّلون تهديدا الى سوريا في “أسرع وقت ممكن”.
وأوردت وزارة الداخلية السورية في بيان لها أن خطّاب “استقبل وفدا مشتركا يمثل جمهوريتي ألمانيا والنمسا” تم خلاله “مناقشة ملفات ذات اهتمام مشترك بين البلدان الثلاثة، وسبل تعزيز التعاون في المجال الأمني”.
بدوره قال وزير الداخلية النمساوي كارنر إن الاجتماع “ركّز بشكل رئيسي على الوضع الأمني في سوريا ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى مواضيع العودة الطوعية والترحيل القسري إلى سوريا للمجرمين والأشخاص الذين يشكلون تهديدًا”.
وأضاف كارنر: “تمكنا من الاتفاق على خطوات تنفيذية ملموسة تتعلق بتدريب قوات الأمن، والعودة، والترحيل”، على ان تعقد لاحقا مناقشات إضافية على المستوى الفني.
ومنذ الإطاحة بحكم الرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، جمّدت ألمانيا والنمسا التعامل مع ملفات اللاجئين السوريين.
بدورها قالت وزير الداخلية الألمانية نانسي فيزر أن الاجتماع تطرق إلى الوضع الأمني في سوريا “وخاصة فيما يتعلق بمكافحة تنظيم داعش.”
وأشار الوزير السوري أيضا إلى “استعداده لإصدار جوازات السفر والوثائق”، وهو ما اعتبرته فيزر “خطوة إلى الأمام” فيما يتعلق بعمليات الترحيل السوريين من ألمانيا والنمسا إلى سوريا.
وقبيل وصولها الى دمشق، قالت فيزر في بيان “ندرك مدى توتر الوضع الأمني وخطورة الوضع الإنساني. ومع ذلك، من المهم الآن التشاور مع الحكومة السورية الانتقالية بشأن الأمن والاستقرار وآفاق عودة” اللاجئين.
وأوضحت أن “أولويتنا القصوى هي ضمان ترحيل المجرمين والإسلاميين في أسرع وقت ممكن”، مضيفة “لقد شددنا قوانيننا بشكل كبير في هذا الصدد، ويجب تطبيقها حالما يسمح الوضع في سوريا بذلك”.
وقالت فيزر: “ندرك مدى توتر الوضع الأمني ومدى هشاشة الوضع الإنساني حتى الآن”. وأضافت أنها مع ذلك ترغب في التحدث مع الحكومة السورية حول آفاق عودة اللاجئين”.
وتابعت: “لقد وجد كثيرون عملا في ألمانيا، وتعلموا اللغة الألمانية وبنوا حياة جديدة لأنفسهم، يجب بالطبع السماح لهم بالبقاء”، مضيفة: “لكن أولويتنا القصوى هي ترحيل المجرمين والمتطرفين الإسلامويين بأسرع وقت ممكن”.
وفي حين تريد فيينا إعادة عدد كبير من السوريين الى بلادهم، تدرس برلين الاحتفاظ باللاجئين الذين تمكنوا من الاندماج بشكل جيد، على أن تشجّع العودة الطوعية لمن يرغب في ذلك وترحّل ذوي السجلات الجنائية.
وتستضيف ألمانيا، التي سبق أن أوفدت وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك مرتين الى دمشق، بعد إطاحة الاسد، قرابة مليون سوري، في وقت تعهدت الحكومة الجديدة شن حملة صارمة على الهجرة غير النظامية.
وكانت ألمانيا في عداد دول عدة أعادت فتح سفاراتها في دمشق إثر الإطاحة بالأسد.
وترغب الحكومة الألمانية في دعم انطلاقة جديدة في سوريا، التي تعتمد بعد أكثر من 13 عاما من الحرب على المساعدات الخارجية ورفع العقوبات الغربية. (DW)