طلبت وزارة الطوارئ والكوارث من الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء 8 تموز، تقديم المساعدة في إخماد الحرائق المشتعلة في محافظة اللاذقية، حسبما أفادت قناة "الإخبارية السورية".
أوضح وزير الطوارئ والكوارث، رائد الصالح، أن الوزارة قد تواصلت مع الاتحاد الأوروبي لطلب الدعم في إخماد الحرائق التي تجتاح ريف اللاذقية. وأكد أن طائرات إطفاء من قبرص ستشارك في جهود إخماد النيران اليوم، متوقعًا "تدخلًا دوليًا أكبر" في الساعات القادمة.
تستمر الحرائق في ريف اللاذقية لليوم السادس على التوالي، مع توسع رقعتها لتصل إلى محيط قرية الغسانية ومنطقة الشيخ حسن في ناحية كسب. كما اقتربت النيران من منازل المواطنين في المنطقة فجر اليوم الثلاثاء، بسبب اشتداد سرعة الرياح.
وخلال مؤتمر صحفي عقده من موقع الحريق وحضرته عنب بلدي، قال الصالح إن الرياح القوية تسببت الليلة الماضية في توسع الحرائق إلى قرية الغسانية بمنطقة "فلك" في ريف اللاذقية الشمالي. وأشار إلى أن فرق الدفاع المدني تمكنت من إجلاء النساء والأطفال، وأخمدت النيران بمشاركة شباب القرية الذين قدموا الدعم للفرق المختصة.
تشارك فرق من تركيا والأردن في عمليات إخماد الحرائق، بالإضافة إلى الطيران التركي والأردني واللبناني والسوري. وشاركت أمس 16 طائرة في عمليات الإطفاء، ومن المتوقع أن يصل العدد اليوم إلى 20 طائرة، وفقًا لتصريحات الصالح.
أكد الصالح أن الأولوية القصوى هي حماية المدنيين، مشيرًا إلى عدم تسجيل أي خسائر بشرية حتى الآن، على الرغم من امتداد النيران إلى مناطق واسعة. وأضاف أنه تم تسجيل 10 إصابات في صفوف عناصر الدفاع المدني، معظمها حالات اختناق.
وأشار إلى أن الظروف الجوية تساهم بشكل كبير في انتشار الحرائق، بالإضافة إلى عدم وجود خطوط نار في الجبل، وعدم تأهيل الغابات ووجود كميات كبيرة من الأخشاب اليابسة، فضلًا عن انفجار مخلفات الحرب، مما يعيق التقدم والسيطرة الكاملة على الحريق.
ذكر الدفاع المدني السوري اليوم، عبر صفحته على "فيسبوك"، أن الحرائق امتدت إلى محيط قرية الغسانية التي تم إخلاؤها من السكان، وغابات قرية الشيخ حسن في منطقة كسب، بالإضافة إلى سفوح الجبال في منطقة البسيط في ريف اللاذقية.
تبذل الفرق جهودًا كبيرة للسيطرة على الحرائق في المساحات الشاسعة من أحراج المنطقة، بهدف منع انتشارها وتوسعها.
حماية نواة محمية "الفرنلق" أولوية
قال مدير مديرية الحراج، مجد سليمان، مساء أمس الاثنين 7 تموز، إن الحرائق امتدت إلى الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية من محمية الفرنلق، وشملت قرى قسطل معاف والمزرعة وبيت ملق والقنطرة والخضراء، وهي مناطق ذات كثافة حراجية وصنوبرية عالية، وفقًا لقناة "الإخبارية السورية".
وأضاف أن قرية عطيرة في الجهة الشمالية الشرقية تأثرت بالحرائق، وتُعدّ من المناطق المهمة في المحمية من الناحية الجنوبية.
وأكد أن تركيز مديرية الحراج ينصب على حماية نواة المحمية والنقاط ذات التنوع الحيوي والكثافة الحراجية العالية، ولا سيّما غابات السنديان شبه العذري التي تتميز بأهميتها البيئية الكبيرة، بحسب سليمان.
تعمل فرق الإطفاء على عزل محور الكبير وغابات الفرنلق لمنع امتداد النيران إلى مناطق أخرى.
وأشار سليمان إلى أن المساحة الكلية للمحمية تبلغ نحو 5360 هكتارًا، ما يستدعي جهودًا مكثفة للحفاظ على هذا الموقع الحيوي من تأثير الحرائق المتصاعدة.
وبحسب بيان صادر عن فريق "الدفاع المدني السوري"، وصلت الحرائق الحراجية إلى غابات "الفرنلق"، ما يزيد من توسع رقعة الحرائق ويزيد من صعوبة السيطرة عليها.
وأوضح الفريق أن فرق الإطفاء في الدفاع المدني، وأفواج إطفاء الحراج وفرق الإطفاء التركية، بذلت جهودًا كبيرة في إخماد حرائق الغابات بعد اشتدادها في موقعين في جبل التركمان وغابات الفرنلق، حيث امتدت النيران في أحد وديان جبال التركمان شديد الانحدار وعملت الفرق على قطع طريق النيران ومازالت تعمل على محاولة إخمادها.
كما امتدت النيران في عدة بؤر باتجاه غابات "الفرنلق" مع اشتداد سرعة الرياح وهي غابات كثيفة جدًا وذات تضاريس وعرة جدًا، وتعمل الفرق على محاولة وقف انتشار النيران.
“الشؤون الاجتماعية” تشكل “غرفة طوارئ” استجابة لحرائق اللاذقية