أخبار سوريا والعالم/ كشفت مصادر فلسطينية في دمشق عن قيام السلطات السورية بإغلاق جميع مكاتب "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة" مؤقتًا. تزامن هذا الإجراء مع مغادرة أمينها العام، طلال ناجي، الأراضي السورية قبل حوالي أسبوعين، وذلك في ظل تشديد الحكومة السورية للرقابة على نشاط الفصائل الفلسطينية داخل البلاد.
وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" نقلًا عن مصادر فلسطينية، أن مكاتب الجبهة الشعبية، بما في ذلك مقر "إذاعة القدس" ومكتب الإعلام، والتي كانت تعتبر آخر تواجد رسمي للتنظيم في سوريا، قد توقفت عن العمل فعليًا. وأكد المصدر أن مغادرة ناجي جاءت بدعوة من حركة "حماس" ضمن مشاورات فلسطينية واسعة حول الأوضاع السياسية.
على الرغم من عدم تحديد موعد عودة ناجي حتى الآن، أكد المصدر الفلسطيني أن هذه المغادرة ليست نهائية. وأشار في الوقت نفسه إلى استدعاء اثنين من قياديي الجبهة الشعبية من قبل الأمن السوري، حيث خضعا لاستجوابات مطولة، مما يعكس حالة تشديد المراقبة على النشاطات الفلسطينية في دمشق.
تشير هذه التطورات إلى استمرار السياسة السورية في مراقبة وتقييد الفصائل الفلسطينية، خاصة تلك التي كانت منخرطة في دعم نظام الأسد السابق، ضمن ما كان يعرف بـ"تحالف قوى المقاومة الفلسطينية"، الرافض لاتفاق أوسلو وعمليات التسوية السلمية. وقد تم إغلاق معظم مكاتب هذا التحالف، مع الإبقاء على مكتب واحد يخضع لرقابة صارمة.
وفيما يتعلق بمستقبل "الجبهة الشعبية – القيادة العامة" في سوريا، أكد المصدر الفلسطيني أن الجبهة ستحافظ على وجودها طالما هناك مساحة للحركة والنشاط، لما في ذلك مصلحة للشعب الفلسطيني. إلا أن مصادر أخرى تشير إلى أن بعض القيادات تفكر في مغادرة البلاد بسبب الواقع السياسي المتغير.
يذكر أن السلطات السورية استدعت الأمين العام طلال ناجي في مايو الماضي لجلسة مراجعة أمنية، وأُفرج عنه بعدها بعد استجواب مطول، عقب تحركات دبلوماسية للقيادة الفلسطينية والوسطاء.
ويرتبط هذا الإجراء بضبط النشاط الفلسطيني في سوريا، حيث اقتصر عمل الفصائل على الجوانب الإنسانية والإغاثية، مع استمرار استدعاء قادة بعض الفصائل للتحقيق، في ظل متابعة أمنية دقيقة ومنظمة بإشراف مباشر من القيادة السورية.
منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، شاركت بعض الفصائل الفلسطينية، خصوصاً الموالية لإيران، في دعم نظام الأسد عسكرياً وأمنياً، وأسهمت في قمع الاحتجاجات، بما في ذلك داخل المخيمات الفلسطينية، وهو ما أثار مطالب فلسطينية بفتح تحقيقات مستقلة في الانتهاكات التي تعرض لها اللاجئون الفلسطينيون.
وتبرز الجبهة الشعبية – القيادة العامة بين أبرز الفصائل التي لعبت دوراً في حصار مخيم اليرموك ومنع دخول المساعدات، مما أدى إلى مأساة إنسانية كبيرة. كما دعمت فصائل أخرى مثل "فتح الانتفاضة" و"حركة الصاعقة" النظام عبر الدعم اللوجستي والاستخباري، والمساهمة في اعتقال وتعذيب المعارضين الفلسطينيين.
تلفزيون سوريا