الأحد, 22 يونيو 2025 11:37 PM

سوريا في مرمى النيران: تداعيات الصراع الإسرائيلي الإيراني على الأراضي السورية

سوريا في مرمى النيران: تداعيات الصراع الإسرائيلي الإيراني على الأراضي السورية

أخبار سوريا والعالم/ مع دخول الهجوم الإسرائيلي-الإيراني أسبوعه الثاني، يتصاعد التوتر بين الطرفين عبر القصف المتبادل والتهديدات المستمرة.

بدأت إسرائيل عملية “الأسد الصاعد” في 13 حزيران الحالي، مستهدفة البرنامج النووي الإيراني. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن 200 طائرة مقاتلة هاجمت أكثر من 100 هدف في إيران، بما في ذلك منشآت نووية.

إيران ردت في مساء اليوم نفسه بمهاجمة عشرات الأهداف في إسرائيل بالصواريخ، بما في ذلك منشآت عسكرية وقواعد جوية، مع التركيز على وزارة الدفاع في تل أبيب.

شظايا الحرب تطال سوريا

على الرغم من التزام سوريا بالصمت والحياد، لم تسلم من تداعيات الهجوم المتبادل بين إسرائيل وإيران، حيث تعبر الصواريخ والطائرات الإسرائيلية والإيرانية سماءها بكثافة.

تجاوز الأمر المجال الجوي، إذ تحولت الأراضي السورية إلى ساحة لسقوط الصواريخ والمسيّرات، خاصة تلك القادمة من إيران والتي تسقطها الدفاعات الجوية الإسرائيلية فوق الجنوب السوري.

العميد عبد الله الأسعد، المحلل العسكري، أوضح لعنب بلدي أن إسرائيل تسعى لإسقاط الصواريخ الإيرانية خارج الأراضي الفلسطينية، مما يؤدي إلى سقوطها في الأراضي السورية.

وأشار الأسعد إلى أن الصواريخ أسلحة استراتيجية بعيدة المدى تتطلب دفاعًا جويًا مناسبًا مثل مجموعة مقلاع داوود أو القبة الحديدية.

العقيد أحمد الحمادي، الخبير العسكري، بين لعنب بلدي أن سقوط المسيّرات والصواريخ في الأراضي السورية يعود لقربها من إسرائيل، وخاصة المنطقة الجنوبية، حيث يتم اعتراضها من قبل الجانب الإسرائيلي.

وأضاف الحمادي أن أسباب فشل وصول الصواريخ إلى أهدافها تشمل انتهاء الحشوة الدافعة أو التشويش الداخلي.

انتهاك السيادة السورية

أكد الخبير الحمادي أن عبور الصواريخ والطائرات في المجال الجوي السوري وإسقاطها فوق أراضيها يعتبر انتهاكًا للقانون الدولي.

وأشار إلى أن هذه الصواريخ والمسيّرات تسبب هلعًا للسكان وتؤدي إلى حرائق في الغابات والمزروعات، مما يتسبب بخسائر اقتصادية ونفسية وبشرية، بالإضافة إلى انتهاك سيادة الدولة.

الباحث السياسي فراس علاوي، وافق الحمادي الرأي، قائلًا لعنب بلدي إن استخدام المجال الجوي السوري من قبل إسرائيل وإيران يعد تعديًا على السيادة السورية، لكن الدولة السورية ما زالت هشة.

قدرات الدفاعات الجوية الإسرائيلية

تثير قدرة القبة الحديدية والأنظمة الدفاعية الجوية الإسرائيلية على إسقاط الصواريخ الإيرانية من مسافات بعيدة تساؤلات الأوساط السياسية.

هيئة البث الإسرائيلية ذكرت أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية تتكون من:

  • القبة الحديدية: صواريخ قصيرة المدى ومسيّرات وقذائف هاون.
  • مقلاع داوود: صواريخ متوسطة المدى وطائرات حربية.
  • السهم 2-3: صواريخ باليستية بعيدة المدى وعابرة للقارات.

العقيد أحمد الحمادي كشف أن كل نوع من منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية مخصص لارتفاع وجهة محددة، وأنها تفشل في اعتراض أكثر من 80% من الصواريخ والمسيّرات الإيرانية داخل إسرائيل.

بالمقابل، تستخدم إيران موجات من الصواريخ الباليستية و”الكروز” والفرط صوتية والمسيّرات في هجوم هجين، مما يربك الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

العميد عبد الله الأسعد أوضح أن مدى صواريخ القبة الحديدية ومقلاع داوود كبير، مما يمكنها من إسقاط الصواريخ فوق سوريا والعراق.

أنظمة الدفاع الجوي على حدود سوريا

يرجح خبراء عسكريون أن إسرائيل وضعت أنظمة دفاع جوي عبر حدود سوريا، مما يفسر إسقاط الصواريخ والمسيّرات فوق الأراضي السورية.

العميد عبد الله الأسعد اعتبر أن وجود الأنظمة الدفاعية الجوية الإسرائيلية على الحدود السورية غير مقبول، لأنها تصبح عرضة للتخريب.

أما العقيد أحمد الحمادي فيرى أن إقامة إسرائيل لمنظومات دفاع جوي في الجولان ليس جديدًا، باعتباره ممرًا للصواريخ والمسيّرات.

الباحث السياسي فراس علاوي قال إن إسرائيل أنشأت نطاق حماية في الجولان منذ هجوم “7 أكتوبر”، وازداد منذ سقوط نظام الأسد.

دوافع الصمت السوري

فسر خبراء حياد وصمت الحكومة السورية حيال الصواريخ والمسيّرات التي تسقط فوق أراضيها بطرق مختلفة.

العقيد أحمد الحمادي يرى أن سوريا تفتقر للإمكانيات القتالية، خاصة في الدفاع الجوي، وأنها تتجنب دخول الصراع.

العميد عبد الله الأسعد اعتبر أن سوريا لا تتعامل مع مرور الصواريخ والمسيّرات فوق سمائها وسقوط بعضها فوق أرضها، لأن المسيّرات تمر فوق “الكوريدور” الجنوبي.

الباحث السياسي فراس علاوي يرى أن سوريا لا تملك الأسلحة اللازمة للتعامل مع اختراق مجالها الجوي عسكريًا.

وتوقع علاوي أن الحكومة السورية ستصدر بيانات رفض واستنكار لاستخدام أجوائها، وأنها ليست متأهبة لخوض الصراع مع أي طرف.

عنب بلدي

مشاركة المقال: