أعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش” اليوم، الثلاثاء، أن 249 شخصًا على الأقل، بينهم 60 طفلًا، لقوا حتفهم، وأصيب 379 آخرون بسبب مخلفات الحرب منذ سقوط النظام في 8 كانون الأول 2024.
وأشارت المنظمة إلى أن ارتفاع حصيلة الضحايا يعزى إلى تزايد عودة النازحين إلى مناطقهم.
وقال ريتشارد وير، الباحث في قسم الأزمات والنزاعات والأسلحة في “هيومن رايتس ووتش”، إن الفرصة سانحة الآن، ولأول مرة منذ أكثر من عقد، لإزالة الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب في سوريا.
وشدد وير على ضرورة القيام بجهود عاجلة على مستوى البلاد لإزالة الألغام، محذرًا من أن المزيد من المدنيين العائدين إلى ديارهم لاستعادة حقوقهم الأساسية وحياتهم وسبل عيشهم وأراضيهم سيُصابون أو يُقتلون.
تتسبب الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب في خسائر بشرية مباشرة أو إصابات بالغة قد تؤدي إلى إعاقات دائمة أو ندوب مدى الحياة، بالإضافة إلى الصدمات النفسية.
وطالبت “هيومن رايتس ووتش” الحكومة السورية بتنفيذ مجموعة من التوصيات للحد من مخاطر مخلفات الحرب، تشمل:
- إنشاء هيئة ومركز وطنيَين للأعمال المتعلقة بالألغام بقيادة مدنية، والعمل بشكل وثيق مع “دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام” (أنماس) لتنسيق الجهود الجارية.
- إعطاء الأولوية لجهود إزالة الألغام وضمان التمويل الكافي لجميع جوانب العمل الإنساني المتعلق بالألغام، والمسوحات الفنية وغير الفنية، والتوعية بالمخاطر، وتدريب متخصصين إضافيين، ومساعدة الضحايا.
- ضمان اتباع المعايير المعتمدة لإزالة الألغام ومساعدة الضحايا واتباع نهج متكامل مع أدوار ومسؤوليات محددة بوضوح استنادًا إلى أحدث المعايير الدولية.
- إزالة العوائق الإدارية التي تعرقل تسجيل الجهات الفاعلة في مجال الأعمال المتعلقة بالألغام في سوريا.
- تسهيل دخول المتخصصين المشاركين في الأعمال المتعلقة بالألغام إلى سوريا وتنقلهم داخلها، بالإضافة إلى استخدام المعدات والمواد اللازمة للإزالة والاحتفاظ بها.
- إنشاء وتعميم نظام وطني للإبلاغ عن التلوث بالمتفجرات وحيازة الأسلحة من دون الكشف عن هوية المبلغين.
- زيادة أنشطة التوعية بالمخاطر وجعلها جزءًا من العودة الآمنة للمدنيين إلى المناطق السكنية والأراضي الزراعية المشتبه بتلوثها.
- تمكين إنشاء قاعدة بيانات وطنية للناجين من الألغام الأرضية ومخلفات الحرب من المتفجرات والأشخاص ذوي الإعاقة، وإزالة العوائق أمام خدمات المسح في جميع أنحاء البلاد لتحسين الحصول على الرعاية المتخصصة، وإعادة التأهيل البدني، والدعم النفسي والاجتماعي، وخدمات الحماية الشاملة.
- إجراء تحقيقات شفافة في انتهاكات الجماعات المسلحة المسؤولة عن استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد المحتملة لقوانين الحرب، بما في ذلك العبوّات الناسفة التي تنفجر بملامسة الضحية لها.
- الانضمام إلى “معاهدة حظر الألغام لعام 1997” والالتزام بالحظر الشامل للألغام الأرضية المضادة للأفراد، وتدمير المخزونات المتبقية منها.
- الانضمام إلى “اتفاقية الذخائر العنقودية لعام 2008” والالتزام بالحظر الشامل للذخائر العنقودية، وتدمير المخزونات المتبقية منها.
في مطلع الشهر الحالي، أطلقت منظمتا “الصليب الأحمر الدولي” و”الهلال الأحمر السوري” حملة توعوية حول مخاطر مخلفات الحرب في سوريا، تهدف إلى تسليط الضوء على مخاطر الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة والعبوات الناسفة على العائدين والنازحين والعاملين في المجال الإنساني. وتتضمن الحملة محتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ورسائل إذاعية، و”بودكاست”، وبيانًا لرئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا.
من جهته، طالب “الدفاع المدني” المدنيين بعدم الدخول إلى القرى والبلدات والأراضي التي كانت ضمن خطوط التماس مع النظام السوري السابق، لتجنب مخاطر مخلفات القتل والدمار التي خلفها النظام. ودعا “الدفاع المدني” السكان إلى عدم الدخول للمنازل المدمرة أو سلك طرقات غير مستخدمة، وعدم الاقتراب من الثكنات والمقار العسكرية والحواجز السابقة والسواتر الترابية والخنادق، والحذر من أي جسم غريب، وعدم لمسه أو تحريكه والإبلاغ عنه. كما حذر المدنيين من الدخول إلى الأماكن التي تعرضت لقصف سابق كالمنازل والمزارع، والقيام بإبلاغ فرق الدفاع المدني من أجل تأمين المكان.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا