أعلن وزير النقل السوري، يعرب بدر، عن بدء محادثات مع عدد من الشركات الحكومية الصينية المتخصصة في تطوير البنية التحتية للنقل، وذلك بهدف تعزيز التعاون المشترك في مجالات الطرق والسكك الحديدية.
وأوضح بدر أن الحوارات جارية ويتم تبادل المعلومات مع الجانب الصيني، متوقعًا أن تشهد الأسابيع المقبلة تطورات ملموسة، وفقًا لما نشرته وزارة النقل عبر معرفاتها الرسمية.
وكشف وزير النقل عن احتمال زيارة وفد تقني صيني رفيع المستوى إلى سوريا للاطلاع على وضع القطاع ومناقشة سبل التعاون المشترك.
وأكد أن قطاع النقل يعتبر من القطاعات الأساسية التي تؤثر في جميع جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية، فهو ليس مجرد شبكة طرق وسكك حديدية، بل هو ركيزة أساسية لأي نشاط اقتصادي مستدام.
وذكر أن الوزارة تركز على تحسين الربط بين المحافظات السورية بشكل سلس ومستدام بيئيًا، وتطوير شبكة الطرق لتلائم المعايير الفنية الحديثة.
وأشار بدر إلى مشروع طريق اللاذقية- أريحا، الذي يعتبر الطريق الوحيد في البلاد الذي يمكن تصنيفه كـ"أوتوستراد" بالمعنى الفني السليم، والذي تم إنشاؤه بمساهمة شركة عربية لم يتم الكشف عن اسمها.
كما تسعى الوزارة إلى تعزيز التكامل مع الدول العربية في مجال النقل، من خلال تطوير شبكة نقل إقليمية تسهم في تسهيل حركة التجارة والمواطنين بين الدول العربية.
واعتبرت وزارة النقل أن هذه المحادثات تمثل خطوة في سياق التعاون الدولي في قطاع النقل السوري، والذي يعد عنصرًا أساسيًا في مرحلة إعادة الإعمار والتنمية المستدامة في البلاد. وتأتي هذه الخطوة في إطار الانفتاح على الخبرات الصينية التي تمتلك سجلًا في تطوير شبكات النقل وتحديث البنية التحتية.
عقد النقل المستدام 2026–2035
اختتمت في دمشق، أعمال الدورة الـ26 للجنة النقل واللوجستيات التابعة لـ"الإسكوا"، بعد المناقشات المخصصة لبحث مستقبل النقل المستدام في المنطقة العربية وآليات تطوير التعاون الإقليمي، وذلك في أول فعالية أممية تستضيفها سوريا في قطاع النقل منذ أكثر من 15 عامًا.
وركزت اجتماعات الدورة على التحضير لعقد النقل المستدام 2026–2035، وهي مبادرة أممية يجري العمل عليها منذ أربع سنوات، وسيتم إطلاقها رسميًا في 10 من كانون الأول 2026.
وناقشت أعمال الدورة خطط تعزيز الترابط العربي في مجالات النقل البري والبحري واللوجستيات، بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة ومتطلبات التعافي الاقتصادي.
وقال مستشار وزير النقل لشؤون النقل المستدام، سنان الخير، إن عودة اجتماعات "الإسكوا" إلى دمشق بعد انقطاع طويل، تشكل فرصة لإعادة التواصل مع الدول العربية، وتبادل الخبرات والاطلاع على تجارب متقدمة. وأشار الخير إلى أهمية ذلك في تطوير السياسات الوطنية، وتحسين كفاءة منظومات النقل بمختلف قطاعاتها.
وأوضح الخير أن محور عقد النقل المستدام، كان الأبرز في النقاشات باعتباره خريطة طريق لتعزيز النقل الصديق للبيئة والحد من الانبعاثات وتحسين البنى التحتية.
وكشف عن مقترحات سورية، أبرزها إحداث مجلس أعلى للنقل المستدام ووضع سياسة وطنية متكاملة، إضافة إلى إنشاء مركز وطني يضم خبراء مختصين لإعداد الدراسات وتنسيق العمل بين الجهات المعنية.
وأوضحت مستشارة وزير النقل لشؤون التحول الرقمي، ريا عرفات، أن الرقمنة باتت مسارًا موازيًا للنقل المستدام، لافتة إلى أن الوزارة تعمل على إطلاق منصة رقمية تربط بين مقدمي ومتلقي خدمات نقل البضائع، معتبرة أن المشروع سيعزز مرحلة التعافي ويقوي تنافسية السوق اللوجستية في سوريا.
وأشارت عرفات إلى استمرار العمل على مشروع أتمتة مديريات النقل بهدف تبسيط الإجراءات أمام المواطنين ومالكي المركبات وتسريع تقديم الخدمات، بما يخفف الوقت والكلفة ويرفع مستوى الشفافية ويعزز ثقة المتعاملين بالقطاع.
وتناولت جلسات الدورة تأثيرات التغير المناخي على قطاع النقل في سوريا، وجرى بحث سبل دعم عمليات الاستجابة للحرائق من خلال تحسين مسارات وصول الآليات وتعزيز إجراءات السلامة المرورية.
وأكدت الجلسات على دور "الإسكوا" في تنسيق تبادل الخبرات العربية المتعلقة بمواجهة الكوارث، ووضع خطط طوارئ مشتركة تسهم في سرعة الاستجابة وفعالية الإنقاذ.
واعتبرت وكيلة تمكين النقل في الهيئة العامة للنقل السعودية، أميمة بامسق، أن استضافة سوريا للدورة مؤشر على عودتها الفاعلة إلى المحافل الدولية.
ووصف ممثل وزارة النقل الجزائرية، عبد الهادي مزياني، المشاركة بأعمال الدورة بأنها "مثمرة"، مبينًا أهمية تعزيز التعاون العربي لدعم البنى التحتية للنقل في سوريا.