الجمعة, 11 يوليو 2025 02:27 AM

صنعاء تحذر: أي خرق للحظر البحري على إسرائيل سيواجه بالإغراق

صنعاء تحذر: أي خرق للحظر البحري على إسرائيل سيواجه بالإغراق

صنعاء | رشيد الحداد - جددت قوات صنعاء البحرية تحذيرها بأنه لا يوجد مجال لمحاولات كسر الحظر المفروض على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وأن أي محاولة لخرق هذا الحظر ستواجه بالإغراق. وقد تجلى ذلك في التعامل مع السفينتين "ماجيك سيز" و"إترنتي سي" اللتين حاولتا كسر الحظر اليمني المفروض على إسرائيل وتمرير شحنات إليها. حيث أعلنت القوات اليمنية، يوم الإثنين، عن إغراق السفينة "إترنتي سي" التي ترفع علم ليبيريا، بعد أقل من 24 ساعة من إغراق السفينة اليونانية "ماجيك سيز"، وذلك لمحاولة الأولى تمرير شحنة إلى ميناء إيلات.

وفي هذا السياق، صرح العميد يحيى سريع، المتحدث باسم قوات صنعاء، بأن "القوات البحرية اليمنية أغرقت سفينة الشحن إترنتي سي بشكل كامل بعد استهدافها بزورق مسيّر وستة صواريخ مجنحة وباليستية، أثناء توجهها إلى ميناء إيلات في انتهاك صريح للحظر اليمني على التعامل مع الموانئ الإسرائيلية".

وأوضح سريع أن "الهجوم البحري تم بعد تجاهل السفينة تحذيرات القوات اليمنية المتكررة، واستئنافها التعامل مع الميناء المحتل"، مشيراً إلى أن الهجوم نفذ من مسافة صفر في منطقة قريبة من جزر الزبير وحنيش اليمنية الواقعة على الخط الملاحي الدولي في البحر الأحمر. وجدد سريع تحذير قوات بلاده لجميع الشركات والدول من مخاطر التعامل مع الكيان الصهيوني، مؤكداً أن "أي سفينة تخرق الحظر البحري ستكون عرضة للاستهداف الفوري، بغض النظر عن وجهتها".

وبينما ذكرت وزارة الخارجية الإماراتية أن قوات تابعة لها قامت بإجلاء طاقم "ماجيك سيز" بعد تلقيها نداء استغاثة، أكد سريع أن وحدات خاصة من قوات صنعاء قامت بإنقاذ أفراد طاقم "إترنتي سي" وتقديم الرعاية الطبية لهم ونقلهم إلى مكان آمن. وكانت الأنباء قد تضاربت حول مصير طاقم السفينة الثانية، حيث تحدثت البعثة الأوروبية "أسبيدس" عن انتشال ستة فقط من عناصر الطاقم المكون من 22 شخصاً، مع سقوط 4 قتلى وإصابة آخرين خلال المواجهة التي أعقبت رفض الناقلة الاستجابة لنداء البحرية اليمنية لتجنب استهدافها. وبث "الإعلام الحربي" التابع لصنعاء مشاهد استهداف "ماجيك سيز" وإغراقها في البحر الأحمر.

في غضون ذلك، تسعى واشنطن ولندن لإدانة هجمات الحوثيين في مجلس الأمن. وفي رسالة تطمين إلى العالم، أكد رئيس "المجلس السياسي الأعلى" الحاكم، مهدي المشاط، "الالتزام بحرية الملاحة للجميع باستثناء الكيان الصهيوني ومن يدعمه في العدوان على أهلنا في غزة". وأشار المشاط إلى أن بلاده "لا ترغب في استهداف أحد لا علاقة له بدعم الكيان الصهيوني". ودعا جميع شركات الملاحة إلى "الالتزام بتعليمات وقرارات قواتنا المسلحة. ومن يتجاهلها يتحمل مسؤولية ذلك". كما نصح الجميع بالابتعاد عن التعامل مع أصول الكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن "قواتنا المتعاظمة والمنضبطة ستواصل عملياتها بهدف وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، وفقاً للمواثيق الدولية".

وفي الوقت الذي استغلت فيه الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي عمليتي الإغراق لإعادة تحريض المجتمع الدولي ضد صنعاء، بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا محاولات مكثفة للحصول على إدانة من مجلس الأمن لعمليات القوات اليمنية. وكشفت مصادر دبلوماسية غربية أن الحليفتين تجريان حالياً اتصالات مكثفة لاستصدار بيان من المجلس يدين "هجمات الحوثيين في البحر الأحمر".

وكان مجلس الأمن قد عقد جلسة خاصة بشأن التطورات في اليمن. وتصدرت المندوبة البريطانية الجلسة بوعود حول ضمان حماية الملاحة البحرية، بينما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، إن الهجمات تحتاج إلى إدانة دولية واسعة، مشيرة إلى أن بلادها ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة.

وفي الإطار نفسه، استدعت ألمانيا السفير الصيني لديها وسط توتر بين البلدين على خلفية تطورات البحر الأحمر. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين ألمان قولهم إن استدعاء السفير الصيني جاء على خلفية اعتراض البوارج الصينية مقاتلة ألمانية خلال تحليقها في أجواء البحر الأحمر بالقرب من اليمن.

وأوضحت المصادر أن القوات الصينية أطلقت أشعة ليزر على الطائرة الألمانية، ما عرض طاقمها للخطر، من دون تبيين توقيت الاعتراض أو مصير الطائرة. ووفق مصادر محلية مطلعة في صنعاء، فقد تضع هذه التطورات ألمانيا في قائمة الأهداف اليمنية مع كشف تورطها في الهجوم الأخير على اليمن، فضلاً عن الدور الألماني المكشوف في دعم الكيان الإسرائيلي.

مشاركة المقال: