أصدر الأمن السوري بيانًا حول قضية مقتل الشاب أحمد خضور في طرطوس، والتي أثارت جدلاً واسعًا بعد تداول معلومات عن وفاته نتيجة التعذيب في أحد الحواجز الأمنية.
أوضحت مديرية الأمن الداخلي في طرطوس أن أحمد خضور كان متورطًا في أعمال "عدائية وتحريضية" مرتبطة بمجموعات "خارجة عن القانون"، استنادًا إلى معلومات "دقيقة" وردت من الأجهزة المختصة، وفقًا لما نقلته محافظة طرطوس عبر حساباتها الرسمية.
وذكر البيان الصادر يوم السبت 26 من تموز، أنه تم إصدار مذكرة توقيف رسمية بحق خضور في 23 من تموز، وكُلّفَ أحد الحواجز الواقعة عند مفرق قرية "كرتو" بتنفيذ مهمة إلقاء القبض عليه وفقًا للإجراءات القانونية المعتمدة.
أفادت المديرية بأن خضور أبدى "مقاومة عنيفة" أثناء محاولة إيقافه واعتقاله، مما أدى إلى "اشتباك جسدي" بينه وبين عناصر الحاجز، وأسفر عن إصابته بجروح بليغة تسببت في نزيف داخلي. ونتيجة لذلك، تم إسعافه فورًا إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة رغم محاولات إنقاذه.
وأضافت المديرية أنه تم تشكيل لجنة خاصة والتواصل مع وجهاء وأهالي القرية في جلسة طارئة، مع التأكيد على التزام الدولة بمحاسبة العناصر المتورطين وإحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة. كما أكدت مديرية الأمن الداخلي التزامها الكامل بمتابعة القضية وتعويض ذوي المتوفى، حسب ما تقتضيه القوانين والأنظمة.
يذكر أن الشاب أحمد خضور، البالغ من العمر 23 عامًا، من قرية كرتو في ريف طرطوس، توفي بعد ساعات من احتجازه على يد عناصر حاجز أمني عند مدخل قريته، مساء الأربعاء، في ظروف وصفتها مصادر محلية بـ"الغامضة والمثيرة للقلق".
أثار مقتل الشاب استياءً واسعًا في الأوساط الشعبية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحوّلت القضية إلى قضية رأي عام، مع دعوات من الأهالي لكشف ملابسات "الجريمة" ومحاسبة المسؤولين عنها.
وبحسب شهادات متقاطعة نشرتها مواقع إعلامية عن سكان محليين وشهود، كان خضور برفقة شقيقه، وابن عمته، وشاب آخر من أبناء القرية، عندما مرّوا بسيارتهم على حاجز يتبع لإحدى الجهات الأمنية عند مفرق قرية كرتو، وهو الحاجز الذي اعتادوا المرور منه سابقًا دون أن يُطلب منهم التوقف أو الخضوع لأي إجراء تفتيش خاص.
ووفق المعلومات المتداولة، تعرّض الشبان منذ اللحظة الأولى لـ"سوء معاملة"، شملت "الإهانة اللفظية والجسدية"، في ما وصفته مصادر محلية بـ"محاولات إذلال منهجية". وذكرت المعلومات أن خضور رفض الاستجابة لبعض الأوامر التي "التمس منها مساسًا بكرامته وانتمائه الطائفي"، ما جعله عرضة لضرب مبرح بأخمص البنادق، تسبب له بإصابات بالغة في الصدر والرأس، ما استدعى إسعافه إلى المستشفى دون التمكّن من إنقاذ حياته.