عرض طلاب السنة الرابعة في قسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية مشروع تخرجهم بعنوان "يوم عادي" على خشبة مسرح فواز الساجر. وأوضح يزن الداهوك، المشرف على العرض، في تصريح لـ"الوطن" أن فكرة العمل مقتبسة من نص للكاتب آلان رايس بعنوان "مشاهد في الطريق"، مع إدخال تعديلات وإضافات لتوسيع بعض الأدوار وتقليص أخرى، بهدف تحقيق العدالة بين الطلاب المشاركين ومنحهم المساحة الكافية لإبراز إمكاناتهم.
وأشار الداهوك إلى أن اختيار النص جاء بعد دراسة عدة نصوص، وبالتشاور مع الطلاب، تم الاتفاق على هذا العمل لتقديمه كمشروع تخرج يمثل خلاصة جهودهم. تدور أحداث العرض داخل أحد المباني السكنية في مدينة نيويورك، حيث تتناول الصراعات والمشكلات الاجتماعية، والتحديات الشخصية والأسرية والمستقبلية التي تواجه الأفراد في سعيهم لتحقيق طموحاتهم، وذلك من خلال سلسلة من يوميات هذا التجمع السكاني في ظروف استثنائية.
وأضاف: "بدأنا التحضير للعرض منذ الفصل الدراسي الثاني، لكننا توقفنا عدة أيام عقب الهجوم الإسرائيلي على مبنى وزارة الدفاع المجاور للمعهد، والذي خلف أضراراً وخسائر كبيرة. ومع ذلك، واصلنا التدريب ولقاءاتنا مع الطلاب والمشاركين".
من جهته، قدم الطالب أحمد الرفاعي شخصية "آدم"، وهو شاب جامعي يدرس المحاماة ويعيش صراعات داخلية مع أفكاره وتأملاته السوداوية. يتميز بثقافة عالية وحب للفن والقراءة، ويبحث طوال المسرحية عن معنى الحياة. وقال: "هذا العرض هو ثمرة تعبنا خلال أربع سنوات، وهو تتويج لكل ما تعلمناه. من خلاله سأعرّف بنفسي أمام صناع الدراما وأهل الوسط الفني، والأهم أمام عائلتي. ولا أنسى شعوري المرعب يوم الاستهداف الإسرائيلي لمبنى الوزارة المجاور، حيث كنا نجري تدريباتنا، فظننت أنني قد لا أراهم مجدداً".
وأكد الرفاعي أن أصعب اللحظات كانت عند مواجهة صعوبات التنقل وتضرر مبنى المعهد وأثاثه، إضافة إلى بعض الإشكاليات الأمنية التي شتتت الطلاب ومنعت بعضهم من الحضور. وقد اضطروا حينها لطرح استفتاء بين الاستمرار حتى تحقيق حلم التخرج أو التوقف حفاظاً على سلامتهم، وكانت تلك بالفعل تجربة قاسية ومواجهة كبرى.
شارك في العرض أيضاً كل من: أحمد شعيب الدرويش، أنس حمودي، حسين مختار، خالد شمالية، سيمون فرح، صبا الصالح، مي حاطوم، سارة مرشد، كندا خليل، كابي عمسو، معن المقداد، عبدالله عفيف، لجين دمج، عمران نصر، ونيكول عبيد.