الخميس, 9 أكتوبر 2025 12:07 AM

عام دراسي متعثر: مدارس ريف حلب الجنوبي تفتتح أبوابها وسط نقص حاد في التجهيزات الأساسية

عام دراسي متعثر: مدارس ريف حلب الجنوبي تفتتح أبوابها وسط نقص حاد في التجهيزات الأساسية

مع مرور الأسابيع الأولى من العام الدراسي الجديد، لا تزال مدارس ريف حلب الجنوبي تعاني من وضع صعب يهدد استمرار العملية التعليمية، وذلك بسبب النقص الشديد في الاحتياجات الأساسية مثل المقاعد والكهرباء والمرافق الصحية المناسبة.

مدرسة العيس الغربية الابتدائية: مبنى بلا طاولات ولا كهرباء

في بلدة العيس بريف حلب الجنوبي، تقف المدرسة الابتدائية الغربية كدليل على حجم التحديات التي تواجه المؤسسات التعليمية في المنطقة. تحدث مصطفى الشواخ، مدير المدرسة، لـ”سوريا 24″ عن وضع المدرسة التي تستقبل حوالي 350 طالبًا وطالبة، وتضم 13 غرفة صفية و3 غرف إدارية وغرفة مخبر واحدة، قائلاً: “المدرسة تفتقر إلى أبسط الاحتياجات. لا توجد كهرباء على الإطلاق، ونحن بحاجة ماسة إلى نظام طاقة شمسية لتوفير الإضاءة وتشغيل الأجهزة التعليمية. كما أن الحمامات غير صالحة، ولا يوجد في المدرسة أي كرسي أو طاولة صالحة للاستخدام”. وأشار الشواخ إلى أن السقف يحتاج إلى عزل فوري مع اقتراب موسم الأمطار، بينما يعاني سور المدرسة من تآكل وتشققات نتيجة للقصف السابق، مما يشكل خطرًا على سلامة الطلاب. وأضاف: “الإدارة أيضًا تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية، من مكاتب وأدوات عمل، وحتى المقاعد الدراسية شبه معدومة، مما يجعل التعليم في هذه الظروف تحديًا يوميًا”.

ثانوية قنسرين للبنين: “بحاجة إلى كل شيء”

في ثانوية قنسرين للبنين، لا يبدو الوضع أفضل حالًا. وصفت مديرة المدرسة، عطارد العبد، لـ”سوريا 24″ الوضع بعبارة موجزة: “المدرسة تتكون من مبنى وطلاب ومدرسين فقط… وبحاجة إلى كل شيء”. وأوضحت العبد أن المدرسة التي تضم حوالي 400 طالب، تعاني من نقص حاد في المقاعد الدراسية، بالإضافة إلى غياب ثمانية سبورات صفية، وعدم توفر الكهرباء مما يجعل الحاجة إلى نظام طاقة شمسية ضرورية. كما أشارت إلى أن الحمامات غير صالحة للاستخدام، ولا تتوفر فيها كراسي أو طاولات للطلاب والمعلمين. وأضافت: “حتى الإدارة نفسها تعمل في ظروف غير مجهزة، والسقف بحاجة إلى عزل عاجل قبل حلول الشتاء. الوضع لا يمكن وصفه إلا بأنه مأساوي، فالمدرسة فعليًا بحاجة إلى كل شيء لتبدأ عامها الدراسي بشكل طبيعي”.

بين مدرسة بلا كهرباء وأخرى بلا مقاعد، يقف مئات الطلاب في ريف حلب الجنوبي على أعتاب عام دراسي لا تتوفر فيه أبسط مقومات التعليم. ويأمل القائمون على هذه المدارس أن يتم عرض قضيتهم على الجهات المعنية والمنظمات الداعمة، قبل أن يتحول العام الدراسي الجديد إلى موسم آخر من الانتظار والحرمان التعليمي.

ثانوية قنسرين للبنات.. العزيمة وحدها تُدرّس

يصف المدير عبد الإله العبدو، وضع مدرسته بحسرة، قائلاً إن الثانوية التي تضم حوالي 300 طالبة أصبحت بلا مقومات تعليمية حقيقية، موضحًا: “المدرسة تتكون من مبنى وطالبات ومعلمات فقط، لكنها تفتقر إلى كل شيء آخر تقريبًا”. وتعاني المدرسة من نقص حاد في المقاعد الدراسية وغياب ثماني سبورات صفية، إلى جانب انعدام الكهرباء والحاجة الماسة إلى نظام طاقة شمسية. كما أن الحمامات غير جاهزة للاستخدام، والإدارة بلا مكاتب أو تجهيزات أساسية، فيما السقف يحتاج إلى عزل عاجل قبل حلول فصل الشتاء. يقول العبدو: “نملك الطالب والمعلم والمبنى، لكننا نفتقد كل ما يجعل من المدرسة مدرسة فعليًا”.

المدرسة الابتدائية المحدثة.. خطر يومي يهدد الصغار

يتحدث المدير أحمد العلي، عن مدرسة تضم 250 طالبًا وطالبة موزعين على ست غرف صفية فقط، موضحًا أن شعبة الصف الأول وحدها تضم 60 طالبًا، فيما تضم شعبة الصف السادس 45 طالبًا، مما يجعل الكثافة الصفية خانقة. وتقع المدرسة على طريق عام يربط بين العيس والحاضر، فيما سورها مدمر تمامًا نتيجة للقصف، مما يشكل خطرًا مباشرًا على حياة الطلاب. أما عن واقع الخدمات، فيقول العلي: “لا كهرباء، ولا نظام طاقة شمسية، الحمامات غير جاهزة، لا توجد طاولات أو كراسي، والإدارة بلا تجهيزات، والسقف بحاجة إلى عزل قبل أن يبدأ الشتاء”.

المدرسة الابتدائية العيس القديمة.. التعليم في مواجهة الصعاب

تستقبل المدرسة الابتدائية العيس القديمة حوالي 650 طالبًا وطالبة موزعين على 14 غرفة صفية و3 غرف إدارية، لكنها تواجه تحديات كبيرة تعرقل العملية التعليمية. يقول المدير، أحمد العبد، إن المدرسة تفتقر إلى الكهرباء وتحتاج بشكل عاجل إلى نظام طاقة شمسية لتأمين الإضاءة وتشغيل الأجهزة التعليمية، كما أن الحمامات غير جاهزة للاستخدام. ويضيف العبد أن المدرسة بلا كراسي أو طاولات، فيما الإدارة بحاجة إلى تجهيز كامل بالمستلزمات الأساسية. كما أن السقف يحتاج إلى عزل عاجل مع اقتراب فصل الشتاء، في حين أن السور متهالك ويشكل تهديدًا على سلامة الطلاب.

مدارس بلدة العيس اليوم تمثل صورة حية للتحدي والإصرار في مواجهة الدمار والإهمال. مديرون يجلسون على الأرض لإدارة المدارس، طلاب بلا مقاعد، ومبانٍ تفتقر إلى أبسط مقومات الأمان. الحمامات غير جاهزة، الكهرباء غائبة، والسقوف بحاجة إلى عزل عاجل مع اقتراب الشتاء.

يبقى النداء صريحاً لكل الجهات المعنية، ضرورة تقديم الدعم العاجل للمباني، تجهيز المدارس بالمستلزمات الأساسية، وتأمين بيئة تعليمية آمنة للطلاب والمعلمين على حد سواء، لضمان ألا يصبح التعليم في العيس مجرد واجهة صورية، بل رسالة حقيقية تبني المستقبل.

مشاركة المقال: