يعاني العديد من طلبة الجامعات الذين عاصروا فترة النظام السابق من صعوبات جمة حالت دون إكمال مسيرتهم التعليمية، وذلك نتيجة للظروف المعيشية الصعبة والتضييقات الأمنية التي كانت سائدة آنذاك. وبعد سقوط النظام، ظهرت أعداد كبيرة من الطلاب المنقطعين عن الدراسة، بعضهم بسبب الملاحقات الأمنية، والبعض الآخر اضطر للهجرة خارج البلاد هرباً من القمع. بالإضافة إلى ذلك، توجد فئة أخرى من الطلاب الذين استنفدوا فرص الرسوب المتاحة لهم.
وعلى الرغم من الوعود التي أطلقتها وزارة التعليم العالي في الحكومة السابقة بإنصاف هؤلاء الطلاب، إلا أنها لم تتحقق على أرض الواقع. وقد تلقت صحيفة "الوطن" العديد من الشكاوى من الطلاب المستنفدين الذين يأملون في الحصول على فرصة جديدة للعودة إلى مقاعد الدراسة، سواء في المراحل الجامعية الأولى أو في الدراسات العليا. يناشد هؤلاء الطلاب وزير التعليم العالي بالتدخل وإصدار قرار عادل يساعدهم على استكمال تعليمهم والمساهمة في بناء الوطن، خاصة بعد تصريح الوزير مروان الحلبي الأخير الذي وعد فيه بإعطاء فرصة للطلاب المستنفدين والمنقطعين منذ بداية الثورة.
كما يطالب العديد من طلبة الدراسات العليا بأن يشمل القرار جميع الطلاب، دون استثناءات كما كان يحدث في السابق، حيث أن هناك طلاباً انقطعوا بسبب عدم التواصل مع المشرف، وآخرين استنفدوا فرص الرسوب في المقررات الدراسية. بالإضافة إلى ذلك، يطالب طلاب كانوا في مرحلة إعداد الرسالة (ماجستير أو دكتوراه) بمنحهم عاماً إضافياً لاستكمال أبحاثهم ومناقشة رسائلهم.
من جانبها، كشفت مصادر في وزارة التعليم العالي لـ"الوطن" أن هناك تعليمات تنفيذية ستصدر قريباً لتوضيح تفاصيل القرارات وشريحة المستفيدين منها. وأكد وزير التعليم العالي مروان الحلبي في تصريح سابق لـ"الوطن" أن هناك قرارين قادمين سيصدران قريباً جداً للمستنفدين والمنقطعين منذ بداية الثورة.
الوطن-فادي بك الشريف
