بعد أشهر من الإغلاق بسبب القصف الإسرائيلي الذي ألحق أضرارًا بالغة، عاد معبر "العريضة" الحدودي، الذي يربط شمال لبنان بمحافظة طرطوس السورية، إلى العمل تدريجيًا. وقد أعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية عن إعادة فتح المعبر لتسهيل تنقل الأهالي خلال عطلة عيد الأضحى، مع استمرار أعمال الترميم والصيانة.
على الرغم من أن المعبر لا يزال بحاجة إلى الكثير من العمل، خاصة فيما يتعلق بالجسر القائم فوق مجرى النهر الكبير، إلا أن الجانب اللبناني كان جاهزًا لإعادة فتحه منذ شهرين، بحسب مصادر في وزارة الأشغال اللبنانية. وقد شجع افتتاح المعبر عشرات السوريين المقيمين في شمال لبنان على العودة إلى قراهم وبلداتهم لقضاء العيد، حيث كان معبر "المصنع" هو المنفذ الشرعي الوحيد المتاح لهم، مما كان يكلفهم الكثير من الوقت والمال.
تربط لبنان وسوريا ستة معابر شرعية، ثلاثة منها في الشمال وثلاثة في الشرق. وتعمل حاليًا ثلاثة معابر فقط: "العريضة" و"القاع" و"المصنع". ويشير مصدر في الأمن العام اللبناني إلى أن معبر "العبودية" سليم من الجانب اللبناني، لكن الجسر المؤدي إلى الجانب السوري لا يزال مدمرًا. أما معبر "مطربا" فقد أُقفل كليًا.
بالإضافة إلى المعابر الشرعية، هناك أكثر من 17 معبرًا غير شرعي بين البلدين، نظرًا لطول الحدود وتضاريسها الوعرة. وتؤكد مصادر الأمن العام اللبناني على استمرار التنسيق مع الجانب السوري لإغلاق هذه المعابر.
فرضت السلطات السورية قيودًا على دخول اللبنانيين إلى أراضيها، معتمدة مبدأ "المعاملة بالمثل"، وذلك بعد سنوات من القيود التي فرضها لبنان على السوريين بسبب الأزمة السورية.
تقتصر الحركة التجارية حاليًا على معبر "المصنع" الحدودي، الذي يُعدّ المعبر الرئيسي بين البلدين. ويعتمد لبنان بشكل أساسي على معبري "المصنع" و"العبودية – الدبوسية" للحركة التجارية. وتفعيل الحركة التجارية شمالاً يتطلب إعادة تشغيل معبر "العبودية".