الأربعاء, 22 أكتوبر 2025 02:47 PM

غزة تحت رحمة "الخط الأصفر": مخاوف من احتلال إسرائيلي طويل الأمد

غزة تحت رحمة "الخط الأصفر": مخاوف من احتلال إسرائيلي طويل الأمد

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، في ترسيم ما يعرف بـ "الخط الأصفر"، كخط انسحاب مؤقت في قطاع غزة. وقد نُشرت صور لعربات تحمل مكعبات إسمنتية صفراء وعلامات تحدد هذا الخط، الذي يمنع الاقتراب من مناطق واسعة.

لا تزال مناطق واسعة من أحياء شرق خانيونس، مثل القرارة وخزاعة، وحيي الشجاعية والتفاح الشرقي وأجزاء من حي الزيتون شرق مدينة غزة، ومعظم مناطق مخيم جباليا ومدينة بيت حانون وأجزاء كبيرة من بيت لاهيا (58% من مساحة القطاع)، تحت السيطرة الإسرائيلية، دون تحديد موعد للانسحاب.

الانسحاب مرتبط بتفاهمات المرحلة الثانية، التي يجب أن تكتمل بعد تسليم آخر جثمان أسير إسرائيلي لدى المقاومة. العنوان الأبرز لهذه التفاهمات هو نزع سلاح "حماس" وجعل غزة خالية من السلاح، وهي عناوين لم تتضمن خطوات إجرائية حتى الآن، ولا يوجد قبول فصائلي لتحويلها إلى واقع.

يعيش الأهالي شعوراً بالفقد، خاصة كبار السن الذين يخشون تكرار تجربة النكبة. الحاج محمد الزرد، وهو لاجئ من المجدل، لم يتمكن من العودة إلى منزله المدمر في مخيم جباليا بسبب "الخط الأصفر"، ويقول: "نشعر كأننا نعيد تجربة النكبة، وإسرائيل تسرق أرضنا في نكبة ممتدة".

منذ وقف النار، سمح الاحتلال بدخول 900 شاحنة فقط، بينما كان المفترض دخول 9000 شاحنة.

في الأحياء القريبة من "الخط الأصفر"، تنشط طائرات الاستطلاع و"الكوادكابتر" الإسرائيلية على مدار الساعة، وتتحرك آليات جيش الاحتلال وتطلق النار على كل من يقترب. وقد استشهد مواطن في خزاعة شرق خانيونس بنيران "كوادكابتر" بعد ادعاء العدو تجاوزه "الخط الأصفر".

الأهالي الذين عادوا إلى أحيائهم المدمرة يعتبرون إعادة الحياة إليها مسؤولية جماعية. أبو أحمد عقل، مسن من بيت لاهيا، يعمل على تهيئة بقايا منزله المدمر، ويقول: "عدت لأن هذه أرضنا، وبقاؤها فارغة هو هدف عدونا".

المساعدات والجهود الإغاثية لا تتناسب مع حجم الكارثة. عدد محدود من الجرافات يعمل على إزالة الركام، والمتحدث باسم بلدية غزة، عاصم النبيه، يعزو البطء إلى تلكؤ الاحتلال في السماح بدخول المعدات الثقيلة ومواد البناء.

ويضيف النبيه: "دمر جيش الاحتلال أكثر من 800 كيلومتر من الطرق وشبكات المياه والصرف الصحي، ومنذ وقف إطلاق النار، لا يُسمح بدخول أي نوع من أدوات الصيانة".

الأزمة في غزة وشمالها تتجاوز الخراب في البنية التحتية إلى نقص المياه والمواد الغذائية. ووفقاً لـ "برنامج الأغذية العالمي"، فإن المساعدات التي سمح الاحتلال بدخولها تكفي لإطعام نصف مليون نازح لمدة أسبوع فقط. ويؤكد المكتب الإعلامي الحكومي أن ما سمحت سلطات الاحتلال بدخوله لا يتجاوز 900 شاحنة، بينما كان المفترض إدخال 9000 شاحنة.

مشاركة المقال: