تدرس الحكومة القبرصية إعادة النظر في قرار منح وضع الحماية المؤقتة لـ 13 ألف لاجئ من سوريا، وفقًا لتصريحات نائب وزير الهجرة والحماية الدولية، نيكولاس يوانيدس.
أوضح الوزير في برنامج "الظهيرة وشيء ما" على قناة "سيجما" أن هناك تطورات مهمة في سياسة اللجوء في قبرص، تؤثر بشكل خاص على السوريين. يذكر أن حوالي 13 ألف مواطن سوري يقيمون في قبرص حاليًا، وقد مُنحوا صفة الحماية المؤقتة.
أكد يوانيدس أن الوثائق تُراجع بشكل فردي وفقًا للقوانين القبرصية والدولية، وفي حال عدم استيفاء المعايير، سيتم رفض الطلبات. وأشار إلى أن معظم السوريين الواصلين حديثًا إلى قبرص هم من الرجال "السنة"، كما وصفهم، وليس لديهم عائلات، ويدعون أنهم قدموا للعمل وليس خوفًا من الاضطهاد، وهو ما لا يعتبر أساسًا لمنح الحماية الدولية.
فيما يتعلق بالأعداد، ذكر يوانيدس أن أكثر من 2300 سوري عادوا طوعًا إلى بلادهم منذ ديسمبر/كانون الأول 2024. يوجد حاليًا حوالي 13 ألف طلب لجوء معلق، بينما يتمتع 13 ألف سوري آخرين بوضع الحماية، وتعتزم الحكومة مراجعة هذه الأنظمة لتحديد ما إذا كانوا لا يزالون يستحقون الحماية في ظل الظروف الجديدة.
يمثل هذا القرار تحولًا في سياسة قبرص تجاه اللاجئين السوريين، مع التركيز على تقييم أكثر صرامة للطلبات ومراجعة أنظمة الحماية الحالية. وكانت السلطات القبرصية قد جمّدت في عام 2024 قبول طلبات اللجوء للمواطنين السوريين، مما ساهم في تقليل تدفق اللاجئين السوريين. فمن يناير إلى أبريل 2025، وصل 1030 مواطنًا سوريًا إلى قبرص، بينما كان هذا الرقم أعلى بأربع مرات في عام 2023.
بعد سقوط نظام بشار الأسد، قرر بعض السوريين المقيمين في قبرص العودة إلى وطنهم. فمن ديسمبر 2024 إلى أبريل 2025، غادر أكثر من 2300 سوري قبرص إلى سوريا، مستخدمين برنامج "العودة الطوعية".
يشكل السوريون أكبر عدد من مواطني الدول الثالثة في قبرص بعد المملكة المتحدة (27,986) وروسيا (16,412)، حيث بلغ عددهم 11,995، كما هو موضح في آخر تعداد سكاني تم تحديثه في 9 أغسطس/آب 2024. وفي مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2021، تمت مراجعة البيانات، وبناءً عليها، كان هناك 13096 مقيمًا في قبرص، وتم تحديث البيانات في أغسطس الماضي. وبحسب بيانات الأول من أكتوبر/تشرين الأول، فإن من بين 13096 سوريًا، كان هناك 8470 رجلًا و4626 امرأة، مما يظهر التفاوت بين أعداد الرجال والنساء الوافدين إلى قبرص.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
