الثلاثاء, 3 يونيو 2025 06:00 PM

كل ما تحتاج معرفته عن كسور اليد: الأسباب، الأعراض، والمضاعفات المحتملة وطرق العلاج

كل ما تحتاج معرفته عن كسور اليد: الأسباب، الأعراض، والمضاعفات المحتملة وطرق العلاج

د. أكرم خولاني: كسور اليد شائعة، خاصة بين الشباب، ولكنها قد تحدث لأي شخص وفي أي عمر. قد يتمكن البعض من تحريك أيديهم أو قبض قبضتهم مع قليل من الانزعاج، مما يؤخر التشخيص. في هذه الحالات، قد لا تلتئم العظام بشكل صحيح، مما يؤثر على القدرة على القيام بالأنشطة اليومية مثل الكتابة أو إغلاق أزرار القميص. التشخيص والعلاج السريع ضروريان لتقليل الألم والتيبس.

ما المقصود بكسور اليد؟

تتكون اليد من المعصم والمشط والأصابع. المعصم يتكون من ثماني عظام صغيرة (عظام الرسغ) بالإضافة إلى عظمتين طويلتين (عظام الساعد: الكعبرة والزند). كل إصبع يتكون من عظمة يد واحدة (المشط) وثلاث من عظام الأصابع (السُّلَامَيات)، بينما الإبهام يتكون من عظمة واحدة من مشط اليد واثنين من السُّلَامَيات.

كسر اليد يعني وجود كسر في عظمة واحدة أو أكثر من عظام اليد. تكمن خطورة كسور اليد في المضاعفات المحتملة، والتي قد تحدث حتى مع العلاج المناسب، وتشمل:

  • تصلب اليد.
  • صعوبات في ممارسة الأنشطة اليومية حتى بعد مرور ثلاثة أشهر.
  • ألم مستمر أثناء القيام بأنشطة معينة، خاصة الأنشطة الثقيلة أو في الطقس البارد.
  • تغير في قوة القبضة.
  • سوء اتحاد العظام المكسورة، مما يؤدي إلى تغييرات في شكل وحجم الإصبع. قد تفشل العظام في النمو معًا مرة أخرى.

نادرًا ما تحدث مضاعفات شديدة، وتشمل:

  • التهابات العظام (التهاب العظم والنقي).
  • متلازمة الحيز الحادة، حيث يمكن أن يؤدي تراكم الضغط في العضلات إلى تلف دائم في العضلات والأعصاب.
  • مرفق لاعب “التنس”.
  • تلف الأعصاب أو الأوعية الدموية.

ما الأسباب؟

يمكن أن تحدث كسور اليد نتيجة صدمة مباشرة على اليد، وتحدث في الحالات التالية:

  • السقوط: أحد الأسباب الرئيسية، خاصة عندما يحاول الأشخاص إنقاذ أنفسهم بأيديهم الممدودة.
  • الضربات المباشرة: من الأسباب الشائعة لكسور اليد، ويمكن أن تحدث هذه الكسور خلال الحوادث، مثل حوادث السيارات، أو في الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي مثل كرة القدم أو “الهوكي”. هناك نوع محدد من كسور اليد وهو “كسر الملاكم”، الذي يؤثر على العظمة الخامسة من مشط اليد التي تدعم الخنصر، وغالبًا ما تنجم هذه الإصابة عن اللكم أو ضرب جسم صلب بقبضة مغلقة.
  • سحق اليد: نتيجة الحوادث في مواقع العمل، وخاصة عند العمل بالأدوات.
  • التواء اليد: يمكن أن تؤدي الإصابات الملتوية أيضًا إلى كسور اليد في بعض الحالات.

هناك بعض عوامل الخطر التي تزيد من نسب التعرض لكسر اليد، منها:

  • الأشخاص بعمر 18–35 سنة.
  • الرياضيون والأشخاص الذين يمارسون الرياضات الجماعية التي يمكن أن تؤدي للسقوط والاصطدام أو التي تتطلب الاحتكاك الجسدي أو الفنون القتالية.
  • الحالات الصحية التي تؤثر على قوة العظام، مثل هشاشة العظام نتيجة نقص الكالسيوم ونقص فيتامين د في الجسم، وكذلك الأورام الغضروفية، وهي أورام حميدة تنمو داخل العظام، وتزيد من احتمالية تعرضها للكسور (كسور مرضية).

ما الأعراض؟

يمكن أن تتسبب كسور اليد بمجموعة من الأعراض والعلامات، التي تشمل الآتي:

  • ألم شديد في منطقة الإصابة قد يَتفاقم عند تحريك اليد أو المعصم أو الإمساك بهما أو الضغط عليهما أو عصرهما.
  • تورم اليد المصابة.
  • صعوبة تحريك اليد.
  • ظهور كدمات في اليد.
  • حدوث خدر في اليد أو الأصابع.
  • تشوه واضح، مثل اعوجاج المعصم أو التواء الإصبع.

كيف يمكن تشخيص الإصابة؟

عند التعرض لإصابة في اليدين يقوم الطبيب بإجراء تقييم تفصيلي يشمل:

الفحص البدني: يجب أخذ التاريخ التفصيلي لكيفية حدوث الإصابة، والبحث عن علامات كسور اليد مثل التورم والكدمات والتشوهات ونطاق الحركة المحدود، وعند الاشتباه يجب إجراء الأشعة للوصول للتشخيص الدقيق.

الأشعة السينية: توفر الأشعة السينية صورًا واضحة للعظام، مما يساعد في تحديد موقع ومدى الكسر، ولكن قد لا تكفي وضعية واحدة للوصول إلى التشخيص، وإنما يلزم وضعيتين مختلفتين على الأقل، عادة بزاوية 90 درجة بالنسبة لبعضهما البعض، لإجراء تقييم دقيق.

التصوير المقطعي المحوسب (CT scan): تلتقط هذه التقنية صورًا بالأشعة السينية من زوايا متعددة، وتجمعها لتصوير شرائح مقطعية لأجزاء الجسم الداخلية، لذا يمكنها أن تكشف عن الكسور في الرسغ التي لم تتمكن الأشعة السينية التقليدية من كشفها، وهي تعطي رؤية أكثر تفصيلًا للأنسجة الرخوة والأربطة والأوعية الدموية وملاحظة أي إصابات فيها.

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يتسم التصوير بالرنين المغناطيسي بالحساسية أكثر من الأشعة السينية، إذ يمكنه تحديد الكسور وإصابات الأربطة متناهية الصغر، وذلك باستخدام موجات راديو وموجات مغناطيسية قوية لإنشاء صور مفصلة للعظام والأنسجة الرخوة.

كيف يتم العلاج؟

يعتمد العلاج على طبيعة الكسر، من حيث العظم المصاب، وموقع الكسر، ومدى تأثير الإصابة على اليد، وقد يشمل:

الأدوية: عادة ما يصف الأطباء مسكنات الألم كالباراسيتامول، وفي حالات الألم الشديد قد توصف الأدوية الأفيونية كالكودئين، ويمكن لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية أن تسكن الألم لكنها قد تعوق تعافي العظام على المدى الطويل، ويوصى بتناول المضادات الحيوية في حالة الكسر المفتوح لتقليل خطر العدوى التي قد تصل إلى العظم.

العلاج غير الجراحي: يتضمن العلاج غير الجراحي التثبيت بالجبيرة، وقد تحتاج بعض الحالات إلى إعادة محاذاة شظايا العظام المكسورة ثم وضع الجبيرة، وبشكل عام تحتاج الكسور غير المستقرة إلى استخدام الجبائر لمنع تحرك العظام وتثبيتها في مكانها.

الجراحة: قد تكون الجراحة ضرورية في بعض الحالات، وقد يتضمن العلاج الجراحي استخدام دبابيس أو أسلاك أو براغي أو صفائح للحفاظ على شظايا العظام سليمة وثابتة في مكانها، وتشمل استطبابات الجراحة ما يلي:

  • كسر مفتوح.
  • الكسر الذي تتحرك فيه قطع العظم قبل أن تلتئم.
  • شظايا عظام حرة يمكن أن تدخل المفصل.
  • الأضرار التي لحقت الأربطة المحيطة، والأعصاب أو الأوعية الدموية.
  • الكسور التي تمتد إلى المفصل.

تطعيم العظام: قد يكون العظم مفقودًا أو تم سحقه بشدة بحيث لا يمكن إصلاحه، وفي هذه الحالة يكون من الضروري إجراء تطعيم العظام، حيث يتم أخذ العظم من جزء آخر من الجسم.

إعادة التأهيل: بعد العلاج، تعتبر تمارين إعادة التأهيل ضرورية لتقليل التصلب واستعادة الحركة بصورة طبيعية، لكنها تحتاج إلى عدة أشهر للوصول إلى الشفاء الكامل.

وفي جميع الحالات، يوصى المصابون المدخنون بالإقلاع عن التدخين لأنه يمكن أن يؤخر أو يمنع التئام العظام.

مشاركة المقال: