الإثنين, 7 يوليو 2025 07:23 PM

كنوز سوريا الحضارية: نظرة على نسيج التراث الغني والمتنوع

كنوز سوريا الحضارية: نظرة على نسيج التراث الغني والمتنوع

دمشق-سانا: يختزل التراث السوري كنوزًا من الأصالة والإبداع، تتوزع في كل ركن من أركان البلاد. من الآثار الشامخة إلى الصناعات اليدوية العريقة، ومن الدبكات والأغاني المبهجة إلى الحكايات التي تتناقلها الأجيال، وصولًا إلى الحلويات والأطعمة الشهية التي تُنعش الحواس، تشكل هذه العناصر مجتمعةً هوية سوريا الحضارية الفريدة.

يعكس هذا التراث ثراء المجتمع السوري بتنوعه العرقي والثقافي والديني، ويساهم في تعزيز الهوية والانتماء. أوضح الدكتور إسماعيل ربداوي، الباحث في التراث، لـ"سانا الثقافية" أن سوريا غنية بتراثها المادي واللامادي، مؤكدًا على أهمية التمييز بينهما، تمامًا كالتمييز بين جسد الإنسان وروحه، فهما يعكسان معًا هوية سوريا وحضارتها التي يجب الحفاظ عليها والاعتزاز بها.

في درعا، يشير الدكتور ربداوي إلى أن المدرج الأثري في بصرى الشام يمثل جزءًا من التراث المادي للمحافظة، بالإضافة إلى العديد من المعالم الدينية. بينما يشمل التراث اللامادي فولكلور الدبكات والأزياء وأغاني المجوز والهجيني، والأطباق المتنوعة مثل المليحي والرقاقة وفطائر الكشك والبندورة أو السبانخ وخبز العيد واللزاقيات.

وفي دمشق، يتابع ربداوي: "تعتبر قلعة دمشق وأبوابها وحاراتها وأسواقها ومعالمها الدينية جزءًا من التراث المادي، بينما تشمل العراضة الدمشقية واللباس الدمشقي والأطباق الغنية والوردة الدمشقية التراث اللامادي، والقائمة تطول."

وفي حلب، يضيف ربداوي: "تندرج قلعة حلب وحاراتها القديمة وأسواقها ومعالمها الدينية ضمن التراث المادي، بينما تشمل القدود الحلبية وصابون الغار ورقصات مثل السماح والمطبخ الحلبي الغني التراث اللامادي."

أما في حماة، فتعتبر نواعيرها وحاراتها القديمة جزءًا من التراث المادي، بينما تُعد الأطباق اللذيذة، مثل حلاوة بالجبن، من التراث اللامادي.

يؤكد الدكتور ربداوي على أن الحفاظ على هذا التراث الغني والعريق هو مسؤولية الجميع، مشيرًا إلى ضرورة بذل جهد حكومي لتوثيقه في منظمة اليونيسكو لحمايته من السرقة والتشويه والطمس. كما شدد على أهمية تسليط الضوء الإعلامي على جميع التفاصيل التراثية.

ويختتم ربداوي حديثه بالتأكيد على أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتقنا جميعًا، من خلال تثمين تراثنا والاعتزاز به والكتابة والتحدث عنه وتسليط الضوء عليه في كل مكان وزمان.

مشاركة المقال: