لافروف: بناء الثقة مع واشنطن يبدأ بخطوات تدريجية

أعلنت موسكو تطلعها إلى استعادة الثقة وتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، وضعت العديد من العراقيل التي أدت إلى تدهور العلاقات، لدرجة أن بعض المسؤولين ما زالوا يرفضون التعاون. وأوضح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال تصريحاته عقب مباحثات في الرياض، أن الحديث مع الجانب الأمريكي شمل رفع العقوبات المفروضة، حيث أبدى الأمريكيون تفهماً، لكن النتائج لم تظهر بعد، مؤكداً العمل على إعادة الوضع إلى طبيعته. وفيما يخص الأزمة الأوكرانية، قال لافروف، خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع مجلس وزراء خارجية رابطة الدول المستقلة في ألماتي بكازاخستان، إن هناك اختلافاً بين الولايات المتحدة وأوروبا في طريقة التعامل مع الأزمة. أكد أن واشنطن، بخلاف أوروبا وبريطانيا، أظهرت استعدادها للتعمق في جذور النزاع وفهمه. وأشار إلى تصريحات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، التي وصف فيها محاولات جر أوكرانيا إلى حلف الناتو بأنها كانت خطأ كبيراً ساهم في تفاقم الأزمة الحالية. وأضاف لافروف أن "نظام كييف يعمل على تدمير الروابط التي تجمع أوكرانيا بروسيا، من خلال حظر اللغة الروسية والتراث الثقافي، وملاحقة وسائل الإعلام الناطقة بالروسية، وتقييد نشاط الكنيسة الأرثوذكسية الروسية". وأكد لافروف أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لا يقتصر كرهه على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقط، بل يمتد ليشمل الشعب الروسي بأكمله، معتبراً أن العودة إلى حدود عام 1991 مستحيلة، وداعياً زيلينسكي إلى تقبل الواقع الجديد. وحول التوتر بين بكين وواشنطن، أشار لافروف إلى ما يجري على صعيد تايوان والتعريفات الجمركية، حيث تدعم الولايات المتحدة تايوان على حساب سياسة "الصين الواحدة"، مشدداً على ضرورة استمرار الحوار بين الجانبين رغم الاتهامات المتبادلة. من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، عن وصول المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، إلى روسيا لإجراء محادثات. ولم يحدد بيسكوف ما إذا كان جدول أعمال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتضمن لقاءً مع ويتكوف. وأشار إلى أن ويتكوف أجرى مباحثات مع مبعوث الرئيس الروسي كيريل دميترييف خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن.