أفادت وكالة "رويترز" عن اجتماع مباشر بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين بهدف تخفيف التوترات الأمنية ومنع تصعيد الصراع على الحدود الجنوبية لسوريا.
ونقلت "رويترز" عن خمسة مصادر مطلعة أن الاتصالات مع إسرائيل قادها المسؤول الأمني أحمد الدالاتي، محافظ القنيطرة المعين حديثًا، والذي تولى أيضًا مسؤولية الأمن في محافظة السويداء هذا الأسبوع. لم تتمكن "رويترز" من تحديد هوية المشاركين من الجانب الإسرائيلي، لكن مصادر أشارت إلى أنهم مسؤولون أمنيون.
يمثل هذا الاجتماع تطورًا هامًا في العلاقات بين البلدين، اللذين كانا على طرفي نقيض في صراعات الشرق الأوسط لعقود. وتشجع الولايات المتحدة الحكومة السورية على إقامة علاقات مع إسرائيل.
أكدت مصادر سورية وغربية واستخباراتية إقليمية أن الجانبين السوري والإسرائيلي يعتمدان أيضًا على محادثات عبر وسطاء منذ فترة. وأشارت ثلاثة مصادر إلى عقد عدة جولات من الاجتماعات الشخصية في منطقة الحدود، بما في ذلك في الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل.
تركز المحادثات المباشرة حاليًا على الأمن المشترك، مثل منع الصراع والحد من التوغلات الإسرائيلية في القرى الحدودية السورية. ويرى مصدران أن هذه المحادثات قد تمهد الطريق لتفاهمات سياسية أوسع.
أكد الرئيس السوري أحمد الشرع وجود محادثات غير مباشرة مع إسرائيل تهدف إلى تهدئة التوترات. وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى استعداد الرئيس السوري لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكنه أضاف أن الأمر سيستغرق بعض الوقت.
في منتصف مايو، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مسؤولين سوريين وإسرائيليين اجتمعوا في أذربيجان. وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن رئيس مديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي، اللواء عوديد باسيوك، ومسؤولين في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، التقوا بمسؤولين كبار من الحكومة السورية في باكو.
أوضحت الصحيفة أن اللقاء كان جزءًا من مشاورات أوسع بين إسرائيل وتركيا حول الملف السوري، حيث اجتمع الوفد الإسرائيلي مع مسؤولين أتراك رفيعي المستوى قبل لقاء المسؤولين السوريين. وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن الإمارات تتوسط في المحادثات، مشيرة إلى تحركات إقليمية أوسع تقودها أبو ظبي.
فيما نقلت صحيفة "هآرتس" أن الاجتماعات عُقدت بمبادرة ووساطة من دولة قطر، وركزت على "التعارف الأولي، بهدف إنشاء محور لنقل الرسائل، ومنع التصعيد في المنطقة".
وفقًا لـ "يديعوت أحرونوت"، تشمل المصالح الإسرائيلية في سوريا حماية المجتمع الدرزي وضمان بقاء منطقة منزوعة السلاح جنوبي دمشق.
سبق أن نقلت وكالة "رويترز" عن ثلاثة مصادر أن الإمارات أنشأت قناة تواصل غير معلنة بين سوريا وإسرائيل، بالتزامن مع مساعي القيادة السورية الجديدة للحصول على دعم إقليمي لإدارة العلاقة المتوترة مع تل أبيب. وأفاد مصدر أمني سوري ومسؤول استخبارات إقليمي بأن هذه الاتصالات غير الرسمية تتركز على قضايا الأمن والاستخبارات وبناء الثقة، في ظل انعدام العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، جدعون ساعر، إن إسرائيل تسعى إلى "علاقات جيدة" مع الحكومة في دمشق.