الإثنين, 22 سبتمبر 2025 06:21 AM

لماذا يختلق الأطفال الأعذار لتجنب المدرسة؟ نظرة على الأسباب والحلول

لماذا يختلق الأطفال الأعذار لتجنب المدرسة؟ نظرة على الأسباب والحلول

د. أكرم خولاني: يواجه العديد من الأطفال صعوبة في التأقلم مع فكرة الذهاب إلى المدرسة، خاصة في بداية العام الدراسي، بغض النظر عن مستواهم الدراسي. قد يعود ذلك إلى شعورهم بالضيق نتيجة الالتزام بنظام نوم واستيقاظ مبكر، أو بسبب الإرهاق الناتج عن الدراسة. هذا الأمر قد يكون طبيعيًا، لكن بعض الأطفال قد يلجأون إلى اختلاق الأعذار للتهرب من المدرسة، وهو ما قد يثير غضب الأهل الذين يضغطون على الطفل للذهاب دون البحث عن الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك، مما يزيد من نفور الطفل من المدرسة. في بعض الحالات، قد يتطور الأمر إلى ما يسمى "رهاب المدرسة"، حيث يشعر الطفل بخوف وقلق شديدين وغير طبيعيين عند اقتراب موعد الذهاب إلى المدرسة، ويظهر ذلك في صورة بكاء وانفعال وقلق مفرط.

ما هي أبرز الحجج التي يستخدمها الأطفال لتجنب الذهاب إلى المدرسة؟

التظاهر بالمرض:

يعتبر التظاهر بالمرض أحد أساليب التحايل التي يلجأ إليها بعض الأطفال لتجنب المدرسة، حيث يختلقون أعراضًا مثل الصداع أو وجع البطن أو التهاب الحلق أو آلام المفاصل. غالبًا ما يدرك الأطفال أنه لا يمكن إثبات أو نفي وجود هذه الأعراض بالفحص الطبي. تزداد هذه الأعراض سوءًا في صباح أيام الدراسة وتختفي في نهايتها، مما يشير إلى أنها مجرد حجة للتهرب من المدرسة. ومع ذلك، يجب أخذ الأمر على محمل الجد وإجراء الفحوصات اللازمة لاستبعاد أي سبب صحي حقيقي. إذا لم يتم العثور على أي سبب طبي، فهذا يعزز فرضية أن الطفل يختلق هذه الأعراض للتهرب من الدوام.

نسيان حل الواجب:

يدرك الأطفال أهمية النجاح في التعليم بالنسبة لأهلهم، ويعتبرون الواجبات المدرسية جزءًا من الروتين اليومي. ومع ذلك، قد يستخدم بعض الأطفال الواجب كوسيلة للتهرب من المدرسة، على أمل أن يجبر ذلك الأهل على إبقائهم في المنزل أو تأجيل الذهاب إلى المدرسة. من المهم تعليم الأطفال تحمل مسؤولية أفعالهم ومواجهة المعلم، وتلقينهم درسًا في الالتزام.

تفويت الحافلة:

قد يلجأ بعض الأطفال إلى تفويت الحافلة المدرسية كحيلة للتهرب من الدوام. لتجنب ذلك، يُنصح بمرافقة الأطفال إلى موقف الحافلة للتأكد من صعودهم، أو إيصالهم إلى المدرسة إذا تكرر هذا السلوك.

المدرسة مملة:

في بعض الأحيان، قد يكون هذا صحيحًا، حيث يشعر الأطفال بالملل في المدرسة ويستخدمون ذلك كعذر لعدم الذهاب. قد يكون ملل الطفل علامة على تقدمه في العلم وحاجته إلى تحدٍ أكبر يجعله أكثر تحفزًا.

ليس لدي أصدقاء:

على الرغم من أن بعض الأهل يركزون على أهمية التعليم، إلا أن المدرسة تلعب دورًا هامًا في تكوين شخصية الطفل وتطوير مهاراته الاجتماعية. قد يعاني بعض الأطفال من صعوبات في تكوين صداقات وعلاقات، مما يؤدي إلى شعورهم بالملل من روتين الدراسة.

لا أريد الذهاب إلى المدرسة:

قد تكون هذه هي الحجة الوحيدة التي يقدمها الطفل، وهي الأكثر شيوعًا. في هذه الحالة، يجب مناقشة مخاوف الطفل والتأكيد على أن المدرسة مسؤولية يجب تحملها، وأنها مفيدة وتستحق العناء، حتى لو لم تكن ممتعة دائمًا.

ما هي الأسباب الخفية وراء تهرب الطفل من الذهاب إلى المدرسة؟

تشمل الأسباب الرئيسية لتهرب الطفل من المدرسة أو الحضانة ما يلي:

  • التجارب السلبية السابقة: مثل التنمر أو التعرض للعنف أو التسلط أو وجود معلم مخيف.
  • القلق الاجتماعي: بسبب صعوبة التفاعل مع الأقران أو عدم وجود أصدقاء أو الشعور بالإقصاء.
  • قلق الانفصال: عن الوالدين، وخاصة الأم، والذي يظهر في صورة عدم القدرة على قضاء الوقت بمفرده أو مواجهة صعوبات في النوم ونوبات الغضب عند الذهاب إلى المدرسة.
  • التوتر الأكاديمي: بسبب القلق بشأن الأداء الدراسي والخوف من الفشل والانتقادات.
  • الحرمان: من ممارسة الأنشطة أو الهوايات المفضلة.
  • مشكلات صحية: مثل ضعف السمع أو البصر دون الحصول على الاهتمام اللازم.

كيف نتعامل مع المشكلة لحلها؟

يمكن معالجة هذه المشكلة بسهولة إذا تم التعامل معها باهتمام. يُنصح بعدم الاستسلام لرغبة الطفل في البقاء في المنزل، ولكن دون استخدام الشدة والقسوة. في حالات الرهاب، يمكن مرافقة الطفل إلى المدرسة والبقاء معه لفترة معينة. يجب على الأهل والمدرسة التعاون لمعالجة المشكلة.

دور الأهل:

  • التواصل الفعّال: التحدث مع الطفل والاستماع إلى مخاوفه.
  • تقديم الدعم العاطفي: وتشجيعه على التغلب على مخاوفه.
  • إنشاء بيئة مريحة: وتعزيز الشعور بالأمان والثقة داخل المدرسة.
  • تطبيق تقنيات الاسترخاء: لمساعدته في التحكم بمشاعر القلق والتوتر.
  • التعاون مع المدرسة: واستشارة المرشد التربوي لوضع خطة مشتركة.
  • تشجيع الاندماج الاجتماعي: من خلال المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
  • المكافأة والتشجيع: عند التعامل بفعالية مع مخاوفه.

دور المدرسة:

  • توفير بيئة مدرسية آمنة ومحببة.
  • منع أي شكل من أشكال العنف بين الطلاب أو من قبل الكادر التدريسي.
  • وضع قوانين حازمة وواضحة لمنع التعدي بين الطلاب.
  • تحديد سبب خوف الطالب من المدرسة والعمل على معالجته.
  • التعامل مع الطفل بمودة واهتمام في الأيام الأولى من المدرسة.
  • التحبب إلى الطفل والثناء عليه في حال نجاحه بالبقاء في المدرسة.
مشاركة المقال: