اختتمت اليوم فعاليات "مؤتمر وحدة الصف الكردي" الذي عقد في "القامشلي" بمشاركة ممثلي الأحزاب الكردية في "سوريا". اتفق المجتمعون على صياغة رؤية سياسية كردية مشتركة تعبّر عن إرادة جماعية ومشروع واقعي لحل القضية الكردية في "سوريا" كدولة ديمقراطية لا مركزية.
وأقرّ المجتمعون الرؤية المشتركة كوثيقة تأسيسية تعبّر عن إرادة جماعية، وتقدّم مقاربة واقعية لحلّ عادل وشامل للقضية الكردية في إطار سوريا موحّدة، بهويتها المتعددة القوميات والأديان والثقافات، ويضمن دستورها الحقوق القومية للشعب الكردي، ويلتزم بالمواثيق والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان ويصون حرية المرأة وحقوقها ويمكنها من المشاركة الفاعلة في المؤسسات كافة.
ودعا المؤتمر إلى اعتماد الرؤية الكردية المشتركة كأساس للحوار الوطني، سواءً بين القوى الكردية ذاتها، أو بينها وبين السلطات السورية في "دمشق" وسائر القوى السورية الأخرى.
وحدة الكرد جزء من وحدة "سوريا" وقوتهم من قوة "سوريا" - قائد قسد مظلوم عبدي
واعتبر أن هذه الرؤية تسهم في بناء سوريا جديدة، تتّسع لجميع أبنائها، دون إقصاء أو تهميش لأي مكون من مكوناتها، بعيداً عن الذهنية الأحادية تفكيراً وممارسة وتصون كرامتهم وحقوقهم دستورياً دون أي شكل من أشكال التمييز، وأن تحترم سوريا علاقاتها الإقليمية والدولية وتكون عامل استقرار وأمان في المنطقة.
وقرر المجتمعون تشكيل وفد كردي مشترك في أقرب وقت للعمل على ترجمة هذه الرؤية إلى واقع سياسي، والتواصل والحوار مع الأطراف المعنية لتحقيق مضامينها.
عبدي: الوحدة الكردية جزء من وحدة سوريا
وفي افتتاح المؤتمر ألقى قائد "قوات سوريا الديمقراطية" "مظلوم عبدي" كلمةً قال فيها إن وحدة الموقف الكردي لا تعني تقسيم "سوريا" بل على العكس تعزز وحدتها، مؤكداً دعم وحدة الأراضي السورية، وقال أن وحدة الكرد جزء من وحدة "سوريا" وقوتهم من قوة "سوريا".
وأضاف "عبدي" أن المؤتمر كان ثمرة جهود طويلة من الحوار والتنسيق بين الأطراف الكردية، مشيداً بدور الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق "مسعود برزاني" في دعم هذه المساعي.
وحدة الصف الكردي مهمة لحل عادل للقضية الكردية في "سوريا". - الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق مسعود برزاني
برزاني: الوفد المشترك ضرورة لضمان حقوق الكرد
بدوره وجّه "برزاني" رسالةً إلى المؤتمر قرأها مسؤول الملف السوري في "كردستان العراق" "حميد دربندي" قال فيها إن وحدة الصف الكردي مهمة لحل عادل للقضية الكردية في "سوريا".
وأضاف "برزاني" أن الكرد في "سوريا" واجهوا الإنكار والظلم، معرباً عن دعمه لـ"سوريا الجديدة" التي تضمن حقوق جميع المكونات، مشيراً إلى أن تشكيل وفد كردي مشترك خطوة ضرورية لضمان حقوق الكرد، وداعياً إلى ضرورة تعزيز العلاقات مع المكونات الأخرى في "سوريا".
توحيد الصف الكردي
ويهدف المؤتمر إلى توحيد صفوف القوى السياسية الكردية في "سوريا" والتي شهدت انقساماً خلال سنوات الثورة بشكل رئيسي بين "المجلس الوطني الكردي" الذي كان جزءاً من "الائتلاف الوطني السوري"، وبين حزب "الاتحاد الديمقراطي" الذي يعدّ القوة الأساسية التي شكّلت "الإدارة الذاتية"، حيث شارك كلّ من الطرفين في المؤتمر بـ 130 عضواً.
وشهد المؤتمر أيضاً مشاركة ممثلين عن حزب "المساواة والديمقراطية للشعوب" الكردي التركي، وعن "الاتحاد الوطني الكردستاني" العراقي، وأكثر من 400 شخصية سياسية من "سوريا" و"العراق" و"تركيا".
ومثّل "محمد إسماعيل" المجلس الوطني الكردي في المؤتمر الذي ضمّ أيضاً "بروين يوسف" الرئيسة المشاركة لحزب الاتحاد الديمقراطي، و"إلهام أحمد" مسؤولة العلاقات الخارجية في "الإدارة الذاتية".