الإثنين, 1 سبتمبر 2025 06:57 PM

محاولة اغتيال تستهدف القيادي منيف قداح في درعا: تفاصيل حول الحادثة والمسيرة النضالية

محاولة اغتيال تستهدف القيادي منيف قداح في درعا: تفاصيل حول الحادثة والمسيرة النضالية

نجا القيادي السابق في "حركة أحرار الشام" بدرعا، منيف مثقال القداح، المعروف بـ"منيف الزعيم"، من محاولة اغتيال، اليوم الاثنين 1 أيلول، في مدينة درعا. وتُعد هذه المحاولة الأولى من نوعها في المدينة بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

أفاد مراسل عنب بلدي في درعا بأن "الزعيم"، وهو عضو لجنة العلاقات العامة في حملة "أبشري حوران"، أصيب بطلق ناري في الرأس والعمود الفقري. تم نقله على الفور إلى المشفى الوطني بدرعا، ومن ثم إلى مشفى المجتهد في دمشق، حيث وُصفت حالته الصحية بالخطرة.

يُذكر أن القداح، المنحدر من مدينة الحراك، كان من الشخصيات البارزة في الحراك الثوري منذ عام 2011، واشتهر كناشط إعلامي قام بتغطية الأحداث في المحافظة عبر قنوات عربية ودولية. بعد عام 2018، غادر إلى الأردن، ثم عاد إلى درعا عقب سقوط النظام السوري أواخر عام 2024، ليشارك في نشاطات مدنية ضمن الحملة الإنسانية.

حتى لحظة تحرير هذا الخبر، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية.

من هو "الزعيم"؟

منيف مثقال القداح، المعروف بلقبه "منيف الزعيم" أو "أبو محمد الحوراني"، هو أحد الأسماء البارزة التي ارتبطت ببدايات الحراك الثوري في محافظة درعا. ولد في مدينة الحراك عام 1972، وتخرج عام 1993 من المعهد المتوسط الصحي باختصاص فني صيدلة. بدأ مسيرته المهنية في صيدلية نقابة المعلمين قبل أن ينتقل إلى المستشفى الوطني في الحراك، حيث عمل في الصيدلية المركزية وكان مراقبًا للدوام.

إلى جانب عمله الطبي، كان القداح رئيسًا لنادي "الحراك" الرياضي، وهو موقع اجتماعي منحه حضورًا واسعًا في بلدته. ينحدر منيف من عائلة تجمع بين التنوع السياسي والاجتماعي، إذ عرف والده كوجه سياسي واجتماعي، بينما حمل أخوه رياض موقفًا معارضًا لنظام الأسد منذ الثمانينيات، واضطر إلى مغادرة البلاد. في حين وصل بعض أقاربه إلى مواقع نافذة في حزب "البعث"، مثل سليمان قداح الذي شغل منصب الأمين القطري المساعد للحزب.

لم يمنع هذا التناقض داخل العائلة منيف من الانخراط المبكر في الثورة، إذ اختار أن يعرف عن نفسه باسم "الزعيم"، ليصبح لاحقًا أحد أبرز الأصوات الإعلامية من درعا. مع انطلاقة المظاهرات في آذار 2011، كان القداح شاهدًا على أولى لحظات سقوط الشهداء أمام الجامع العمري، ليتحوّل بعدها إلى حلقة وصل بين الحراك الشعبي والإعلام العربي والدولي.

ظهر في تقارير الجزيرة، وفرانس 24، وأورينت، وصوت العرب، وغيرها من القنوات التي كانت تتابع ما يجري في سوريا، متحدثًا باسم التنسيقيات ومشاركًا في توثيق الانتهاكات وتنظيم المظاهرات. وإلى جانب عمله الإعلامي، أدى "الزعيم" دورًا إنسانيًا في تأمين المستلزمات الطبية من مستشفى الحراك ونقلها إلى درعا، لتكون مساهمته الأولى في إغاثة الجرحى الذين حاصرهم الخوف من الاعتقال أو التصفية داخل مشافي النظام.

مشاركة المقال: