كشفت تصريحات للمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، نقلها موقع "المونيتور"، عن مخاوف متزايدة داخل إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من تعرض الرئيس السوري أحمد الشرع لمحاولة اغتيال، بسبب مواقفه التي توصف بأنها منفتحة تجاه الغرب وسعيه لتعزيز الحكم الشامل في البلاد.
وأكد المبعوث الأميركي أن تلك الانفتاحات قد تجعله هدفاً لفصائل مسلحة ناقمة، داعياً إلى ضرورة إنشاء نظام حماية خاص حول الشرع، في ظل هشاشة حكومته الحالية والتحديات الأمنية المتزايدة.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن تأخير وصول الدعم الاقتصادي إلى سوريا قد يفسح المجال أمام بعض الفصائل لإثارة الفوضى، محذّراً من أن مواجهة هذه التهديدات لا تتطلب تدخلاً عسكرياً، بل تنسيقاً أمنياً واستخباراتياً وثيقاً بين حلفاء واشنطن.
ورأى المبعوث أن الرئيس الشرع يتمتع بذكاء وثقة ورباطة جأش عالية، مشيداً بإدارته للأوضاع رغم أعمال العنف الطائفي والانتقام في مناطق كالساحل، واعتبر أن حكومته تدير الأمور بأفضل ما يمكن في هذه الظروف، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لم تفرض عليه شروطاً مقابل قرار رفع العقوبات، بل تسعى لتوقعات تقوم على الشفافية لا الإملاء.
وفي السياق ذاته، لفت إلى أن الشرع يواجه تحديات معقّدة تشمل دمج القوات الكردية والمقاتلين الأجانب، بالإضافة إلى إدارة معسكرات الاعتقال في شمال شرقي سوريا.
وفيما يتعلق بالمنطقة، أعرب المبعوث عن أمله في أن تتوصل سوريا وإسرائيل إلى "تفاهم صامت" يجنب الطرفين التصعيد العسكري في هذه المرحلة، مؤكداً أن استقرار سوريا يتطلب إنهاء وجود الكيانات المسلحة غير الوطنية، وضمان مشاركة جميع المكونات السورية في الحياة العامة كجزء من نسيج وطني موحد.
كما شدد على أن هدف الإدارة الأميركية كان إزالة العوائق أمام تعافي الاقتصاد السوري، بما يسمح لدول الخليج وتركيا والسوريين أنفسهم بلعب دور فاعل في مرحلة إعادة الإعمار، قائلاً: "نحن لا نبني دولاً، بل نهيّئ الأرضية ليتدخل من يملك الإرادة لإحداث فرق".
وختم حديثه بالقول إن ما تفعله واشنطن هو "إغراق الساحة بالأمل"، مضيفاً: "قد لا يحصل السوريون فوراً على الكهرباء أو الماء، لكن مجرد رؤية مولد كهرباء قيد الإنشاء يمكن أن تكون قطرة أمل أقوى من خزان مليء بالواقع السيء".
