تشهد قناة «الجديد» مرحلة تحريرية جديدة تتضح معالمها تدريجياً. فبعد شهرين تقريباً من تقديم مريم البسام استقالتها، أعلنت القناة عن تعيين الإعلامي جورج صليبي مديراً للأخبار والبرامج السياسية، خلفاً لها.
يأتي هذا التغيير بعد خلافات بين البسام وإدارة القناة، على خلفية بث تقرير استخباراتي حول ضريح الشهيد السيد حسن نصر الله ضمن برنامج «الحدث» الصباحي الذي قدمته جوزفين ديب واستضاف الصحافي طوني بولس. وقد أثار التقرير اعتراضات واسعة داخل القناة، ما أدى إلى استقالة عدد من الموظفين، وقطع مع التوجه التحريري السابق الداعم لمحور المقاومة، والانحياز نحو السياسة الأميركية.
وفي سياق التعيينات الجديدة والتوجهات المختلفة، تشير المعلومات إلى اتفاق بين تحسين خياط ومريم البسام على شروط الاستقالة والتعويضات، ووضع خطة لإعادة هيكلة القسم الإخباري في قناة «الجديد». وقد باشر جورج صليبي، مقدم برنامج «وهلق شو»، مهامه الجديدة، إلى جانب تعيين فاديا بزي وريمان ضو في مناصب إدارية وتحريرية. ستتولى بزي كتابة مقدمات النشرات الإخبارية، بينما يدير صليبي البرامج السياسية، وتشرف ضو على تنسيق النشرات والبرامج، في إطار سياسة تحريرية جديدة للقناة.
بعد عقدين من العمل في قناة «الجديد» منذ عام 2001، قدمت مريم البسام استقالتها عدة مرات، لكنها كانت تتراجع عنها. وخلال هذه السنوات، تولت كتابة مقدمات نشرات الأخبار التي تميزت بسقفها العالي ورسائلها السياسية التي واكبت التطورات اللبنانية والإقليمية. وقد انتشرت صور وتعليقات موظفي «الجديد» على وسائل التواصل الاجتماعي بعد خبر استقالة البسام، مؤكدين على بصمتها في توجهات الشاشة السياسية، رغم الانتقادات التي واجهتها.
تتجه الأنظار اليوم إلى المرحلة الجديدة التي يقودها جورج صليبي في قناة «الجديد»، وإلى قدرته على ملء فراغ البسام، خاصة في ظل الضغوط المالية التي تعاني منها المحطة، والاستقالات الداخلية بسبب الرواتب المنخفضة والاستعانة بفريق عمل جديد يفتقر إلى الخبرة الإعلامية. ويبقى السؤال: هل يمتلك صليبي القلم الذي ميز البسام وجعلها من أبرز وجوه القناة لسنوات؟