الإثنين, 20 أكتوبر 2025 02:23 AM

مزارعو الرقة يئنون: خسائر فادحة بسبب إغلاق المعابر وتراجع أسعار الذرة الصفراء

مزارعو الرقة يئنون: خسائر فادحة بسبب إغلاق المعابر وتراجع أسعار الذرة الصفراء

يشهد ريف محافظة الرقة حالة من الإحباط بين المزارعين مع بدء موسم حصاد الذرة الصفراء، وذلك بسبب الانخفاض الحاد في الأسعار الناجم عن إغلاق المعابر بين مناطق سيطرة قوات "قسد" ومناطق الحكومة السورية.

أفاد مزارعون بأن سعر الطن الواحد من الذرة تراجع من 350 دولاراً إلى حوالي 240 دولاراً فقط، مما ألحق بهم خسائر كبيرة، خاصة وأنهم يعتمدون على هذا المحصول كمصدر رئيسي للدخل.

يعزو المزارعون هذا الانخفاض إلى توقف حركة نقل وتسويق المحاصيل الزراعية نتيجة إغلاق المعابر، الأمر الذي استغله بعض التجار لاحتكار السوق والتحكم بالأسعار، مما أدى إلى هبوطها إلى ما دون كلفة الإنتاج.

المزارع علي حسن من قرية رويان، صرح لـ"سوريا 24" قائلاً: "كنا نأمل في الحصول على أسعار جيدة بعد موسم طويل من الجهد، ولكن إغلاق المعابر أجبرنا على بيع محاصيلنا بأسعار لا تغطي حتى تكاليف الزراعة. لقد زرعت مساحات واسعة من الذرة، وشجعني في البداية انفتاح الطرقات مطلع العام، إلا أن الوضع تبدل تماماً بعد الإغلاق."

من جهته، أوضح المزارع فاضل العلي من قرية الحدباء لـ"سوريا 24" أن هناك استغلالاً واضحاً من قبل بعض التجار الذين يحتكرون شراء المحصول ويرفضون دفع أسعار منصفة، مطالباً الجهات المعنية بفتح المعابر لتسهيل حركة البيع والشراء، محذراً من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى أضرار كبيرة في مستقبل الزراعة في المنطقة.

أما المزارع محمد السالم من ريف الرقة الشرقي، فقد عبّر لـ"سوريا 24" عن استيائه من الوضع الحالي، مؤكداً أنه مع إغلاق المعابر لم يعد لديهم سوق لبيع إنتاجهم بحرية، وناشد السلطات إيجاد حلول عاجلة قبل أن يخسروا مصدر رزقهم الوحيد.

يعبّر العديد من المزارعين في ريف الرقة عن قلق متزايد من استمرار إغلاق المعابر، محذرين من أن ذلك سيؤدي إلى تراجع الإنتاج الزراعي في المواسم المقبلة وارتفاع معدلات البطالة الفلاحية. ولا تقتصر آثار الإغلاق على الذرة الصفراء فقط، بل تمتد لتشمل أنواعاً أخرى من المحاصيل الزراعية، مما ينذر بأزمة حقيقية في القطاع الزراعي في مناطق سيطرة "قسد".

وفي ختام حديثهم لـ"سوريا 24"، طالب المزارعون بفتح المعابر أو وضع آلية حكومية لاستلام المحاصيل بأسعار عادلة، لضمان استمرارية الإنتاج الزراعي وحماية الفلاحين من الاستغلال الذي قد يدفعهم إلى ترك الزراعة نهائياً.

مشاركة المقال: