الخميس, 28 أغسطس 2025 11:42 AM

مزارعو الرقة يتطلعون إلى موسم قطن واعد وسط مخاوف التسويق

مزارعو الرقة يتطلعون إلى موسم قطن واعد وسط مخاوف التسويق

بدأت في الأيام الأخيرة عمليات حصاد القطن في مناطق متفرقة من ريف الرقة، وهو موسم ينتظره المزارعون كل عام باعتباره مصدراً أساسياً لتحسين دخلهم وأوضاعهم المعيشية. وعلى الرغم من رضاهم النسبي عن جودة الإنتاج، إلا أن تحديات التسويق وغياب المراكز الرسمية تبقى العائق الأكبر الذي يهدد أرباحهم.

أعرب عدد من المزارعين عن ارتياحهم لجودة الإنتاج في الحصاد الأول، حيث بلغ متوسط الغلة حوالي 300 كغ للدونم الواحد، وهو ما يعتبر مؤشراً إيجابياً لموسم واعد. وقال محمد الدرويش، وهو مزارع من قرية الحمرات، في تصريح لـ "سوريا 24": "الإنتاج جيد مقارنة بالعام الماضي، لكننا بحاجة إلى تحديد سعر مناسب من قبل الجهات المعنية وافتتاح مراكز تسويق في أسرع وقت، لأن استمرار ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى انخفاض وزن المحصول بشكل ملحوظ إذا لم يتم تسويقه بسرعة."

وعلى الرغم من هذه المؤشرات الإيجابية، يواجه المزارعون صعوبات كبيرة في تصريف محاصيلهم بسبب عدم افتتاح أي مركز تسويق رسمي حتى الآن، مما يضطرهم إلى الاعتماد على التجار الذين يفرضون أسعاراً منخفضة. وأفاد حسين العلي، وهو مزارع من قرية السلحبية، لـ "": "نحن بحاجة ماسة إلى مراكز تسويق رسمية، حتى نتمكن من بيع محاصيلنا بأسعار عادلة بعيداً عن استغلال التجار الذين يحددون الأسعار وفق مصالحهم."

في المقابل، أوضح مصدر مسؤول في لجنة الزراعة التابعة لمجلس الرقة المدني، في تصريح خاص لـ "سوريا 24"، أنه تم افتتاح ثلاثة مراكز لشراء القطن في الرقة ودير الزور والحسكة. وأضاف المصدر أن المؤسسة وزعت الشلول على المراكز المختصة في الحسكة وعين العرب، بالإضافة إلى مراكز أخرى في الرقة ودير الزور.

وأكد المصدر أن التوقعات تشير إلى وصول إنتاج القطن هذا العام إلى حوالي 75 ألف طن، من مساحات مزروعة تقدر بـ 250 ألف دونم، وهو أقل من العام الماضي. كما أشار إلى أن الظروف الجوية المواتية، وعدم إصابة المحصول بالآفات الزراعية أو الأمراض، عوامل تعزز فرص زيادة الإنتاج وتحسين جودة القطن هذا الموسم.

ويأمل مزارعو القطن في ريف الرقة أن يكون موسم هذا العام نقطة تحول إيجابية تضمن لهم أسعاراً منصفة وتحسيناً في أوضاعهم الاقتصادية، مما يساعدهم على الاستمرار في زراعة القطن والحفاظ على مهنتهم التي تشكل ركيزة أساسية في حياتهم المعيشية.

مشاركة المقال: