الجمعة, 25 أبريل 2025 07:31 PM

مسؤول أمريكي يكشف: مطالب واشنطن للقيادة السورية الجديدة مقابل رفع العقوبات

مسؤول أمريكي يكشف: مطالب واشنطن للقيادة السورية الجديدة مقابل رفع العقوبات

قال كبير مسؤولي مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية، تيم ليندركينج، إن القيادة السورية الجديدة "أمام فرصة حقيقية، ولكن مشروطة، لبناء علاقة مع الولايات المتحدة"، مؤكدا أن الولايات المتحدة "لن تتعجل في رفع العقوبات عن سوريا".

وخلال ندوة عبر الإنترنت، نظمها المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية، قال ليندركينج إن النقاشات حول سوريا باتت حاضرة بشكل يومي داخل أروقة الخارجية الأمريكية، مضيفا أنه "لا يكاد يمر يوم من دون أن يتم الحديث مع مكتبنا ومع الوزير روبيو بشأن سوريا".

وذكر أن جميع المسؤولين العرب الذين زاروا واشنطن مؤخرا طرحوا المسألة السورية ضمن أولوياتهم، موضحا أن الولايات المتحدة "لم تصل بعد إلى نقطة التفاعل المباشر مع القيادة السورية الجديدة".

واعتبر ليندركينج أن الولايات المتحدة "لا تزال في مرحلة استكشاف مدى جدية هذه القيادة في تغيير المسار الأيديولوجي السابق"، مؤكدا أن واشنطن "تتخذ خطواتها تجاه القيادة السورية الجديدة بكثير من التمحيص والحذر".

وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن هناك "مطالب واضحة ومحددة" تم إبلاغها للسلطة السورية الجديدة، مضيفا أن "مطالبنا ليست تعجيزية، ونريد لهذه العلاقة أن تنجح".

أحداث الساحل السوري

وأوضح أن "تنفيذ هذه المطالب سيفتح الباب أمام بناء الثقة، وربما يؤدي لاحقا إلى رفع العقوبات"، مشيرا إلى أنه "إذا أكملت القيادة السورية في بعض المسارات التي ألزمت نفسها بها، فهذا يشكل فرصة حقيقية لبناء الثقة مع الولايات المتحدة".

وأشار ليندركينج إلى أن "بعض عناصر القيادة السورية الجديدة، إضافة إلى تنظيم هيئة تحرير الشام، ما يزالون على قوائم الإرهاب الأمريكية"، مؤكدا أنه "لا يمكن حل هذا الأمر بين ليلة وضحاها".

وشدد على ضرورة إبعاد جميع المقاتلين الأجانب الذين عيّنوا في مناصب رسمية في الجيش، موضحا أن "أحد أكبر التحديات أمام سلطة دمشق الجديدة هو ملف المقاتلين الأجانب".

وطالب ليندركينج السلطات السورية بتقديم إجابات واضحة حول مصير الصحفي الأمريكي المختطف في سوريا، أوستن تايس، وبقية الأمريكيين المختفين منذ عهد النظام السابق.

وأعرب عن قلق الولايات المتحدة إزاء أحداث الساحل السوري، موضحا أنه "نتفهم أن فلول الأسد وأذرع إيران قادوا لتلك الأحداث، لكن لماذا تم قتل مدنيين سوريين هناك؟"، مشيرا إلى أن واشنطن تنتظر نتائج التحقيق، وترغب بمحاسبة المتسببين.

رفع العقوبات

وفيما يتعلق برفع العقوبات عن سوريا، قال المسؤول الأميركي إن الولايات المتحدة "ليست في عجلة من أمرها لرفع العقوبات عن سوريا"، مؤكدا أنه "لن ترفع هذه العقوبات بين عشية وضحاها، ولن نتعجل ذلك على عكس ما فعلته بعض الدول".

وأضاف "نرى أن بعض شركائنا في العالم يسعون لإعادة فتح السفارات، ورفع الأعلام في دمشق، نحن لم نصل إلى هذه النقطة بعد"، مشيرا إلى أن واشنطن "تحترم حقيقة أن جميع الدول تتحرك للتواصل مع السلطات السورية الجديدة، وليس من حقها أن تملي على الدول الأخرى كيفية تعاملها بشأن ذلك".

وشدد ليندركينج على أن الولايات المتحدة "ستنظر في إمكانية تخفيف العقوبات إذا اتخذت السلطات الانتقالية في دمشق خطوات ملموسة في الاتجاهات التي تحدثت عنها سابقا".

وختم كبير مسؤولي الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الامريكية حديثه بالقول "نعرف السوريين جيدا، وقد عشت بينهم سنوات. هناك سوريون مؤهلون حول العالم وليسوا إرهابيين، ونتمنى أن نراهم في المناصب الحكومية. نريد أن تكون سوريا دولة قوية موحدة تعمل لشعبها وتحميه. وحتما سيكون لنا دور إيجابي إذا قررت قيادتها العمل من أجل شعبها".

مشاركة المقال: