نظم مشفى الزهراوي في دمشق يوماً علمياً ضمن فعاليات حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وذلك بهدف رفع مستوى الوعي لدى السيدات بأهمية الفحص والكشف المبكر. وقد تضمن اليوم العلمي محاور متعددة تناولت التعريف بسرطان الثدي ومدى انتشاره في سوريا، بالإضافة إلى استعراض أحدث المستجدات في التشريح المرضي والتشخيص الشعاعي، وأحدث طرق المعالجة.
أكد مدير صحة دمشق، وائل دغمش، في تصريح لمراسلة سانا على الجهود الكبيرة التي تبذلها المديرية لتأمين الخدمات والرعاية الطبية اللازمة لمرضى سرطان الثدي. وأوضح أن العمل جارٍ على تعزيز الكشف المبكر وتعليم السيدات أساليب الفحص الذاتي، بالإضافة إلى الاستقصاءات التي تُجرى في المراكز والمشافي التابعة لوزارة الصحة، مشدداً على أن جميع الخدمات الطبية المتعلقة بسرطان الثدي المقدمة في هذه المشافي متاحة مجاناً.
من جهته، أوضح مدير مشفى الزهراوي، نضال مفتاح، أن الهدف من اليوم العلمي هو رفع مستوى الوعي بأهمية الفحص الدوري السنوي، مشيراً إلى أن نسب الوعي تتزايد سنوياً، مما ينعكس على ارتفاع عدد السيدات اللواتي يخضعن للفحوص اللازمة. وبيّن أن الأورام قد تكون حميدة أو خبيثة، ويتم تحديد نوعها من خلال الفحص بالإيكو والتصوير الشعاعي.
أما الدكتور محمد إياد الشطي، الاختصاصي الأول في التشريح المرضي في سوريا، فقد استعرض خلال محاضرته أحدث المستجدات في تصنيف سرطان الثدي من منظور التشريح المرضي، مشيراً إلى إمكانية استخدام الخزعة السائلة كوسيلة فعالة وآمنة وغير مكلفة في التشخيص ووضع خطة العلاج والمتابعة.
أوضح اختصاصي التوليد وأمراض النساء وجراحتها في مشفى الزهراوي، الدكتور رفائيل عطا الله، أهمية تعزيز التثقيف الطبي لدى السيدات لرفع وعيهن بمرض سرطان الثدي، مشيراً إلى أن هذا المرض، وكذلك سرطان المبيض، قد يكون لهما عامل وراثي داخل العائلة، مما يستدعي إجراء الفحوصات في عمر مبكر عند وجود سوابق عائلية للإصابة.
بدوره، استعرض رئيس قسم الأشعة في مشفى الزهراوي، فادي بالي، القواعد الأساسية لتشخيص أمراض الثدي شعاعياً، مشدداً على أهمية المسح الدوري للكشف المبكر عن أي تغيرات، إذ يساهم الكشف المبكر في تسهيل العلاج ورفع فرص الشفاء. ولفت إلى أنه خلال شهر التوعية يتم التركيز على المسح الفوري باستخدام أجهزة حديثة ومتطورة لضمان دقة النتائج وسرعة التشخيص.
أما اختصاصي الجراحة العامة وجراحة الثدي في المشفى، الدكتور منذر حسان بركات، فأشار إلى أن سرطان الثدي يُعدّ حالة خاصة لكل مريضة، إذ يتميز بصفات مختلفة تتطلب خططاً علاجية فردية. وأوضح أنه يجري العمل على إعداد أرشيف طبي شامل لتوثيق ومتابعة حالات المرضى، وتحديثه بشكل مستمر وفق أحدث المعلومات والمعطيات الطبية.
أكدت المسؤولة عن الحملة في مشفى الزهراوي، الدكتورة سلام السليمان، أن المشفى يقدّم خدمات واستقصاءات طبية للسيدات المراجعات عبر عيادة جراحة الثدي، إضافة إلى قسم الأشعة المزوّد بأجهزة الإيكو والماموغرام التي تعمل على مدار العام. وأشارت إلى أهمية الانتباه إلى الأعراض التي تستوجب الفحص المبكر، ومنها: تغيّر شكل أو تناظر الثديين، أو تغيّر في الحلمة، أو ظهور إفرازات غير طبيعية، أو وجود كتلة قاسية غير قابلة للحركة، أو ملاحظة كتل أو عقد تحت الإبط، مشددة على ضرورة مراجعة المراكز الطبية فوراً عند ملاحظة أي من هذه الأعراض للاطمئنان والتشخيص المبكر.
من جانبها، أوضحت رئيسة دائرة الصحة الإنجابية في وزارة الصحة، آلاء عرقسوسي، أن الحملة الوطنية للكشف المبكر عن سرطان الثدي تشمل جميع المحافظات السورية، ويشارك فيها 900 مركز صحي يقدّم خدمات التوعية والفحص السريري للسيدات، إلى جانب 37 مرفقاً صحياً مزوّداً بأجهزة ماموغرام. وأشارت إلى أن التعاون مع المنظمات الداعمة والجمعيات الأهلية ساهم في توسيع نطاق الحملة والوصول إلى المناطق البعيدة التي تفتقر إلى مراكز طبية، من خلال عيادات متنقلة مجهّزة بأجهزة ماموغرام وإيكو وكوادر طبية مدرّبة.
يُذكر أن منظمة الصحة العالمية حدّدت شهر تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام شهراً عالمياً للتوعية بسرطان الثدي، بهدف رفع مستوى الوعي بأهمية الكشف المبكر وتشجيع النساء على إجراء الفحوص الدورية لتعزيز فرص الشفاء وتحقيق الاستجابة العلاجية الأفضل.