الثلاثاء, 1 يوليو 2025 10:26 AM

معاناة متقاعدي إدلب تتفاقم: صعوبات في قبض المستحقات وتحديات جمة

معاناة متقاعدي إدلب تتفاقم: صعوبات في قبض المستحقات وتحديات جمة

لم تكتمل فرحة سناء سمارة (60 عامًا) بـ "تحرير سوريا من نظام الحكم السابق"، على حد تعبيرها لـ "عنب بلدي". فبعد سنوات من تراكم مستحقاتها التقاعدية في المصرف التجاري سوريا، بدأت معاناتها في تحصيل الرواتب وقبضها من الصرافات الموجودة في المحافظات القريبة من مدينتها إدلب.

في ظل حكم النظام السابق، لم يتمكن أهالي محافظة إدلب، وحتى المهجرون القاطنون فيها، من الذهاب إلى المحافظات القريبة بسبب إغلاق الطرقات وعزل المحافظة، مما حال دون قبض الرواتب التقاعدية وحتى تجديد بطاقة المصرف.

معاناة مستمرة

عبرت السيدة الستينية عن خيبة أملها بعد التغييرات الأخيرة، وقالت لـ "عنب بلدي" إنها ذهبت إلى مدينة حماة في بداية العام الحالي لتجديد بطاقتها وقبض مستحقاتها، نظرًا لقيام النظام السابق بنقل مديرياته في إدلب إلى حماة آنذاك. لكن بعد محاولتين لتجديد البطاقة والحصول عليها، فوجئت بتعطل الشبكة وخروجها عن الخدمة.

هذا حال العديد من المتقاعدين الذين يتقاضون رواتبهم من التأمينات أو التأمين والمعاشات، سواء من إدلب أو من محافظتي حلب وحماة باعتبارهما الأقرب إلى محافظة إدلب. وبعد جولة لـ "عنب بلدي" على الصرافات الآلية التابعة للبنك التجاري أو العقاري في المحافظتين، لوحظ ازدحام شديد وطوابير طويلة لعشرات المواطنين.

تتضاعف معاناة المتقاعدين في محافظة إدلب بسبب حاجتهم للسفر إلى المحافظات القريبة لعدم تفعيل البنوك العامة في المحافظة حتى الآن، وعدم وجود صرافات آلية فيها.

عائشة بلشة، متقاعدة من مدينة إدلب، لم تستطع الذهاب إلى مدينة حماة أكثر من مرة لتجديد بطاقتها بسبب وضعها الصحي، فاختارت توكيل شخص من معارفها لقبض الراتب مقابل أجر متفق عليه لتجنب عناء السفر والوقوف في الطابور لساعات طويلة، مع احتمال العودة دون جدوى بسبب توقف الشبكة أو نفاذ الأموال في الصرافات.

أما سناء، فقد تمكنت ابنتها في حلب من قبض 500 ألف ليرة سورية من إجمالي الرصيد المتراكم في البطاقة المصرفية. ووفقًا لما قالته لـ "عنب بلدي"، لا يمكن لصاحب البطاقة سحب أكثر من 500 ألف ليرة سورية أسبوعيًا، مما يضطرهم للانتظار أسبوعًا آخر لسحب مبلغ آخر. هذا الأمر زاد من معاناة المتقاعدين في إدلب، حيث أن معظمهم لديهم رواتب متراكمة لسنوات، ويتحملون عناء الازدحام والسفر لقبض جزء من الرصيد كل أسبوع.

ازدحام أمام أحد فروع البنك العقاري في حلب لقبض الراتب الشهري للمتقاعدين والموظفين
ازدحام أمام أحد فروع البنك العقاري في حلب لقبض الراتب الشهري للمتقاعدين والموظفين- 19 حزيران 2025 (عنب بلدي/ سماح علوش)

مناشدات متكررة

أطلق بريد "تجمع المعلمين والأكاديميين السوريين" عبر منصته مناشدة للجهات المعنية لنقل معاناة المعلمين والمتقاعدين في إدلب.

وقالت المنسقة العامة للتجمع، إيمان قريد، لـ "عنب بلدي"، إن المتقاعدين جميعهم من كبار السن، ويقفون أمام الصرافات لساعات طويلة منذ الصباح الباكر، بالإضافة إلى المعاملة السيئة التي يتعرضون لها من قبل الموظفين في حلب وحماة.

وجاء في المناشدة أن الأمر الأكثر إيلامًا هو أن معظم المتقاعدين تجاوزوا السبعين من العمر، ويقفون تحت أشعة الشمس الحارقة لانتظار دورهم وتسيير معاملاتهم.

وأكدت المنسقة قريد أن مدينة إدلب لا تحتوي على مراكز مخصصة بعد لقبض الرواتب، مما يضطر المتقاعدين للتنقل إلى المدن المجاورة، ويترتب على ذلك عناء ونفقات إضافية لا تتناسب مع قيمة الراتب.

تتراوح قيمة الراتب الشهري للمتقاعدين بين 200 ألف ليرة سورية و 350 ألف ليرة سورية في المتوسط، وذلك قبل صدور القرار الرئاسي بزيادة عامة لكافة الموظفين والمتقاعدين بنسبة 200%.

يطالب المتقاعدون المقيمون في إدلب الحكومة بإيجاد حلول جذرية لمعاناتهم، من خلال تحويل المستحقات الشهرية عن طريق شركة "الهرم للصرافة"، أو أي بنك مصرفي يتم فتح حساب خاص لكل موظف لحفظ كرامته.

مشاركة المقال: