بعد مرور ستة أشهر على تحرير مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي وعودة السكان تدريجيًا، يواجه الأهالي أزمة حادة في توفير الخبز، أحد أهم مقومات الحياة اليومية. فالمدينة تفتقر إلى فرن آلي يعمل داخلها، مما يضطر السكان للحصول على الخبز من مناطق مجاورة عبر مندوبين أو وسطاء، بكميات غير كافية وجودة متدنية.
يقول كرم أبو زيد، أحد العائدين، إن الخبز المتوفر "ليس صالحًا للاستهلاك البشري". ويضيف: "نحن لا نطلب أكثر من أبسط حقوقنا… الخبز، الكهرباء، والماء، وهي غير متوفرة حتى الآن".
يُقدَّر عدد العائلات العائدة بنحو 4 آلاف عائلة، مع توقعات بازدياد العدد، مما يزيد الضغط على الموارد والخدمات المحدودة.
من جهتها، تؤكد إدارة منطقة المعرة أن العمل جارٍ على تجهيز فرن آلي، وأن المشروع في مراحله الأخيرة، مع توقّع تشغيله قريبًا. وتوضح الإدارة أن الحاجة إلى الفرن أصبحت أكثر إلحاحًا مع تسارع وتيرة عودة السكان.
عقبات أخرى في وجه الحلول
يشير عصام الإدلبي إلى صعوبات في تأمين موقع مناسب للفرن بسبب ارتفاع أجور المحلات. ورغم افتتاح مستوصف طبي مؤخرًا، يرى الأهالي أنه غير كافٍ لتلبية احتياجات آلاف السكان، في ظل غياب مشافٍ ومراكز طبية متخصصة.
كما تشهد أسعار العقارات ارتفاعًا ملحوظًا، ما يزيد من صعوبة تأمين مسكن للعائدين، خاصة أن نسبة كبيرة منهم ما تزال بلا مأوى.
أفاد قتيبة خلوف بأنه تم عقد جلسة لمناقشة أوضاع الخدمات في المدينة، والإعلان عن بدء تنفيذ مشروع تركيب الفرن الجديد. وتناول الاجتماع أيضًا الخطط المستقبلية لإدارة المنطقة واستعراض المشاريع المنفذة في مختلف القطاعات.
يطالب أهالي معرة النعمان بتسريع وتيرة العمل على توفير أساسيات الحياة، وفي مقدمتها الخبز، لعودة الحياة إلى مدينتهم بعد سنوات من القصف والنزوح.