دمشق-سانا: افتتح النحات وضاح سلامة معرضه الفردي الأول في غاليري البيت الأزرق بدمشق تحت عنوان "حين يتنفس الحديد"، مقدماً خلاصة 30 عاماً من الخبرة الفنية.
يضم المعرض 16 عملاً فنياً بأحجام متنوعة، مصنوعة من الحديد والعظم، تجسد حيوانات وأشخاص بأشكال غرائبية تجمع بين الأسلوب السريالي والتعبيري. هذه الأعمال هي نتاج عمل متواصل منذ عام 2022.
وفي تصريح لسانا الثقافية، أوضح النحات سلامة أن المعرض يعكس رؤيته الفنية في المزج بين صلابة المعدن وهشاشة العظم، لخلق توليفة تعبر عن التوتر بين القسوة والإنسانية. يستلهم الفنان من الكائنات الغرائبية والأسطورية، ويعكس الجانب الحيواني في الإنسان، مع لمسة سريالية تضفي حيوية على المادة الصلبة.
أشار سلامة إلى أن التحدي الأكبر كان في تطويع الحديد، وتحويله من مادة مألوفة إلى قطع فنية ناعمة تثير الدهشة. يعتمد الفنان على تقنية التشكيل المباشر، مما يجعل كل قطعة فريدة من نوعها.
يرى سلامة أن إقامة هذا المعرض الفردي الأول في هذه المرحلة من تاريخ سوريا، هو رسالة إصرار على الاستمرار في العطاء الفني داخل الوطن، وتأكيد على أهمية دور الفنان السوري في بناء المشهد الثقافي بعد انتصار سوريا.
يعتبر سلامة معرض "حين يتنفس الحديد" شهادة على تجربة فنية تمتد لأكثر من ثلاثين عاماً، تعبر عن صمود الفن السوري وقدرته على التعبير عن الذات والهوية في أصعب الظروف، وإضافة نوعية للمشهد التشكيلي في دمشق.
من جانبه، أشاد النحات مصطفى علي بإتقان سلامة في التعامل مع الحديد وتقنياته المميزة، مؤكداً أن التوليف بين الحديد والعظم يندرج ضمن النحت المعاصر، وهو ما نجح فيه سلامة بتميز.
إحدى زائرات المعرض عبرت عن إعجابها بأعمال سلامة وأسلوبه المتميز في معالجة الحديد، والذي يضفي على أعماله خصوصية وجمالاً.
يذكر أن وضاح سلامة عضو اتحاد التشكيليين السوريين، حاصل على إجازة ودبلوم دراسات عليا في الفنون الجميلة قسم النحت، وشارك في العديد من المعارض والفعاليات الفنية. شغل منصب مدير المعهد التقاني للفنون التطبيقية، وأعماله مقتناة من وزارة الثقافة وفي مجموعات خاصة.
