الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 08:51 PM

معرض دمشق الدولي 2025: عودة الألق والأمل لسوريا واقتصادها

معرض دمشق الدولي 2025: عودة الألق والأمل لسوريا واقتصادها

يعود نبض الحياة إلى سوريا، وتحديداً إلى العاصمة دمشق، بخطوات واثقة بعد مرور الأزمة. فمع اقتراب موعد معرض دمشق الدولي 2025 والتحضيرات المكثفة محلياً ودولياً، يطل المعرض بحلته الجديدة، ليس مجرد معرض تجاري تقليدي، بل كعودة للألق ونافذة على سوريا الجديدة بآفاق اقتصادية واعدة، وتجسيد لعودة التواصل الاجتماعي، ليرسم البسمة ويعرّف الأجيال الجديدة على عالم أوسع.

أكثر من حدث اقتصادي

يرى اختصاصي علم النفس الاجتماعي مراد بعلبكي، في حديثه لـ”الحرية”، أن معرض دمشق الدولي 2025، بعد سنوات من الانقطاع، يشكل أكثر من مجرد حدث اقتصادي، فهو نبض اجتماعي قوي ورسالة صريحة عن صمود سوريا وتطلعها، وجسر يمتد بين الأجيال والثقافات، ونافذة على العالم ولقاء يعيد الدفء المجتمعي.

نحن بحاجة لهذا اللقاء

يعبر العديد من المواطنين عن حماسهم لعودة المعرض، مؤكدين على أهميته الاجتماعية. تقول السيدة ليلى، وهي أم لطفلين: "زيارة أطفالي للمعرض ليشاهدوا ما تقدمه الدول الأخرى فرصة رائعة للترفيه والتعلم، والأهم أننا سنلتقي بأصدقائنا وعائلاتنا هناك، ونقضي وقتاً ممتعاً معاً". أما الشاب أحمد، فيقول: "أتطلع لرؤية ما تقدمه الشركات السورية الجديدة، والشعور بأننا نعود للحياة الطبيعية، ونلتقي بالناس ونتبادل الأحاديث، ونشعر بأننا جزء من مجتمع حيوي يعود للنهوض".

ترقب بلهفة

أوضح بعلبكي أن دور معرض دمشق الدولي لا يقتصر على الجانب الاقتصادي، بل يمتد ليشمل بعداً اجتماعياً وثقافياً مهماً، خاصة بعد فترة الانقطاع الطويلة التي حرمت الكثيرين من هذه التجربة الحيوية، التي كانت تعد تقليداً سنوياً يترقبه الجميع بلهفة.

ترفيه للعائلات

حسب رأي بعلبكي، يشكل المعرض فرصة مثالية للأسر لقضاء وقت ممتع ومفيد، بعيداً عن روتين الحياة اليومية وضغوطها، حيث ستقدم فعاليات متنوعة وعروض ثقافية وترفيهية تناسب جميع الأعمار، من الألعاب التفاعلية المبهجة للأطفال إلى العروض الفنية والموسيقية الحية التي تبهج الكبار وتعيد لهم ذكريات جميلة. إنها فرصة لصنع ذكريات جديدة تجمع أفراد الأسرة في أجواء حميمية ومرحة، تعزز الروابط الأسرية. ويعد المعرض نافذة على العالم للأطفال والشباب وتوسيعاً للآفاق الإنسانية والمعرفية، فيعرفهم على منتجات وابتكارات من دول مختلفة، ما يوسع آفاقهم ويعزز لديهم الفضول المعرفي ويشجع على التبادل الثقافي، وينمي الوعي والانفتاح على العالم، ويشكل لديهم فهماً أعمق للتنوع الإنساني، وهو ما يعد استثماراً في بناء جيل واع ومتسامح.

لمّ الشمل

أكد بعلبكي أنه بعد سنوات من التحديات التي قد تكون سببت بعض العزلة الاجتماعية، يعيد المعرض الأمل والبهجة إلى نفوس السوريين، خاصة أنه قد يشكل فرصة للقاء الأصدقاء القدامى، والتواصل مع أفراد المجتمع، وتبادل الأحاديث والخبرات، وربما حتى بناء صداقات جديدة، وهذا التفاعل الاجتماعي يعزز الشعور بالانتماء والوحدة، ويعيد لم شمل المجتمع في مساحة مشتركة من الفرح والتفاؤل، ما يساهم في ترميم النسيج الاجتماعي.

رمز للصمود والتطلع

أضاف بعلبكي: "المعرض يعتبر أكثر من مجرد حدث تجاري أو ترفيهي، بل هو رمز للصمود والتطلع نحو مستقبل أفضل، واستعادة للحياة الاجتماعية النابضة التي افتقدها الكثيرون منذ زمن، ورسالة للعالم ودعوة للأمل". ويرى بعلبكي أن المعرض يحمل في طياته انفتاحاً يتجاوز الحدود، ويرسل رسالة قوية بأن الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجياً، وأن المجتمع السوري قادر على تجاوز الصعاب والمضي قدماً، وأن رؤية هذا الحراك والنشاط يشعر الناس بأنهم قادرون على استعادة حياتهم الطبيعية، وأن هناك مستقبلاً ينتظرهم.

تعزيز للثقة

تبعاً لرؤى بعلبكي، هذا الحراك والنشاط الاقتصادي والاجتماعي يعزز الثقة لدى المواطنين بأن المستقبل يحمل الأفضل، ويشجع على التفاؤل، إنه فرصة للشعور بأن هناك ما هو قادم أفضل، وأن المجتمع قادر على النهوض مجدداً. وهو منصة للحوار والتفاعل وبناء جسور مجتمعية متينة بين مختلف فئات المجتمع، وبين الشركات والمستهلكين، وبين الثقافات المختلفة. هذا التفاعل يساهم في بناء جسور من التفاهم والتعاون، ويعزز الروابط المجتمعية، ويشجع على تبادل الأفكار والخبرات.

ختم بعلبكي: "إن معرض دمشق الدولي 2025 ليس مجرد حدث عابر، بل هو رسالة أمل وتطلع نحو مستقبل مشرق لسوريا. إنه يجمع بين الطموح الاقتصادي والمسؤولية الاجتماعية، ليعيد بناء الجسور مع العالم، ويقدم للأجيال الجديدة نافذة على الإمكانيات اللامحدودة، والأهم، يعيد لم شمل المجتمع في مساحة مشتركة من الفرح والتواصل الإنساني والأمل، ليصبح رمزاً لاستعادة الحياة الاجتماعية النابضة، وتعزيز الروابط التي تشكل نسيج المجتمع السوري".

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: