انطلقت في إسطنبول مفاوضات مباشرة بين وفدين من موسكو وكييف، في أول لقاء من نوعه منذ حوالي ثلاث سنوات، وذلك برعاية تركية. ومع ذلك، يرى مراقبون أن غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقلل من فرص تحقيق تقدم حقيقي نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ عام 2022.
سبق الاجتماع لقاء بين مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين وأتراك، حيث اختتمت وفود تركيا والولايات المتحدة وأوكرانيا اجتماعًا ثلاثيًا برئاسة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان. وشارك في اللقاء من الجانب الأميركي ماركو روبيو والسفير في أنقرة توم باراك والمبعوث الأميركي الخاص لأوكرانيا كيث كيلوغ، بينما حضر عن الجانب الأوكراني كبير موظفي الرئاسة أندريه يرماك ووزيرا الدفاع والخارجية، رستم عمروف وأندري سيبيغا.
على هامش المباحثات، عقد مسؤولون أمريكيون وروس اجتماعًا في أحد فنادق إسطنبول، حيث أجرى مايكل أنتون مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأميركية محادثات مغلقة مع المستشار في الكرملين فلاديمير ميدينسكي الذي يقود وفد موسكو إلى المباحثات مع أوكرانيا.
من جهته، أشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى أنه سيعود إلى واشنطن بعد انتهاء جولته في منطقة الخليج، معربًا عن أمله في أن تسفر المحادثات الجارية في تركيا عن نتائج إيجابية. وذكر أنه سيلتقي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «بمجرد أن نتمكن من ترتيب الأمر».
أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن التوقعات من هذا اللقاء متواضعة، خصوصا في ظل مستوى التمثيل الروسي، وتبادل الجانبين الإهانات قبيل المباحثات. واستبعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحقيق أي اختراق، معتبرا أن روسيا لا تأخذ المباحثات «على محمل الجد»، لتردّ عليه الأخيرة بوصفه بـ«المهرّج» و«الفاشل».
يسعى ترمب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، إلى الدفع نحو تسوية للحرب، بعدما تعهد خلال حملته الانتخابية بأن يضع حدا لها «خلال 24 ساعة». ولم يستبعد الرئيس الأميركي الذي يختتم الجمعة جولته الخليجية التي شملت السعودية وقطر والإمارات، السفر إلى تركيا في حال تحقيق تقدم في المباحثات الروسية الأوكرانية.
قبيل المباحثات، شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على ضرورة أن تدفع روسيا «ثمن تفادي السلام»، وذلك عشية حضوره اجتماعا للجماعة السياسية الأوروبية تستضيفه ألبانيا.
وما زال البلدان متمسّكين بمطالب يصعب التوفيق بينها. وتطالب روسيا أوكرانيا بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتصر على الاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي ضمتها، فيما تعتبر كييف مدعومة من حلفائها، هذه الشروط غير مقبولة. في المقابل، تريد أوكرانيا «ضمانات أمنية» غربية متينة لتجنب أي هجوم روسي جديد وأن ينسحب الجيش الروسي الذي يسيطر على حوالي 20 في المائة من مساحة البلاد، كليا من أراضيها.
ميدانيا، تتواصل الأعمال الحربية بين الطرفين. وأفادت السلطات الأوكرانية بمقتل امرأة في قصف روسي طال بلدة كوبيانسك، وأخرى في الخمسينات في منطقة دنيبرو. من جهتها، أعلنت روسيا إسقاط 65 مسيّرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل.