الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 02:51 AM

من أم كلثوم إلى فيروز: أصداء النجوم الخالدة تتردد في ذاكرة معرض دمشق الدولي

من أم كلثوم إلى فيروز: أصداء النجوم الخالدة تتردد في ذاكرة معرض دمشق الدولي

مع اقتراب الدورة الثانية والستين لمعرض دمشق الدولي، تستعيد دمشق دورها كحاضنة للتاريخ والحضارة، ومنصة للفن والثقافة. هذه الدورة تحمل رمزية خاصة كونها تأتي بعد فترة عصيبة، لتتحول المعارض إلى احتفاء بالحياة والإبداع.

منذ تأسيسه عام 1954، لم يكن معرض دمشق مجرد فعالية اقتصادية، بل مهرجاناً يجمع بين الحضارة والفن الأصيل. شهدت مسارحه وقوف عمالقة الفن الذين شكلوا وجدان الأمة، بدءاً من أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وصولاً إلى وديع الصافي وفيروز التي غنت لدمشق بأروع الألحان.

لطالما كان المعرض مرآة تعكس صورة دمشق الصامدة، القادرة على استعادة جمالها رغم التحديات. ومع الاستعداد للدورة الجديدة، يسعى المعرض لجمع العالم على أنغام الأصالة والتجدد، مؤكداً أن الفن جسر يربط القلوب، وأن ذاكرة الطرب ستبقى شاهداً على الهوية الثقافية العربية.

تأسس المعرض في الأول من أيلول عام 1954 بحضور الرئيس هاشم الأتاسي، واستقطب أكثر من مليون زائر. وإلى جانب الفعاليات الاقتصادية، ارتبط المعرض بأنشطة فنية وثقافية راقية، بما في ذلك حفلات غنائية أحياها نجوم العالم العربي.

ظهرت أم كلثوم لأول مرة على مسرح المعرض عام 1957، وعادت في دورة 1958 بأغانٍ خالدة. أما فيروز، فقد شاركت لأول مرة عام 1956 مع الفرقة الشعبية اللبنانية، وقدمت موشحات أندلسية وأغانٍ من ألحان الرحابنة. كما قدمت مسرحيات غنائية شهيرة مثل "البعلبكية" و"جسر القمر" و"الليل والقنديل" وغيرها.

غالباً ما بدأت فيروز حفلاتها بأغانٍ خاصة بدمشق، عُرفت بـ "الشاميات" أو "الدمشقيات". وقد حازت عام 1967 وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى. استمر حضورها السنوي حتى عام 1977، حين أوقفت الحرب الأهلية اللبنانية مشاركتها.

كما شهدت دورات المعرض مشاركة نجوم آخرين مثل عبد الحليم حافظ ووديع الصافي ونجاح سلام ونجاة الصغيرة ووردة الجزائرية. وشملت الفعاليات أيضاً مشاركة فرق موسيقية كبيرة، ساهمت في إبراز التراث والتنوع الفني في سوريا والعالم، بدءاً من عرض "أوبرا عايدة" عام 1954، وصولاً إلى فرق عالمية مثل الفرقة اليوغسلافية للرقص الشعبي، وفرقة إنانا للمسرح الراقص، وأوركسترا أورنينا السوريتان، وفرقة المنوعات البلغارية، وفرقة باليه بولشوي، والفرقة الهندية للفنون الشعبية، وأوركسترا القاهرة السيمفونية، وأوركسترا فيينا السيمفونية، وغيرها. وائل العدس

مشاركة المقال: