في مدينة حلب، أطلقت الشابة رغد وزان مشروعًا مبتكرًا يعتمد على فن "المكرمية"، وهو فن يدوي عريق يعود إلى الحضارات الشرقية. اكتشفت رغد هذا الفن عبر منصات التواصل الاجتماعي وقررت أن تتعلمه بنفسها، دون الحاجة إلى تدريب مسبق.
بدأت رغد، وهي خريجة معهد إعداد المدرسين، رحلتها بشراء خيوط قطنية والبدء بتجربة تقنيات العقد والتصميم. ثم أسست صفحة باسم Nova Gallery لعرض منتجاتها المتنوعة، التي تطورت من مجرد حاملات زرع بسيطة إلى تصميمات فنية تشمل المرايا، الثريات، الشنط، الساعات، والهدايا الشخصية، مع التركيز على إضفاء لمسة تراثية وثقافية مميزة.
تؤمن رغد بأن القطن، برمزياته المحلية والوطنية، يمكن أن يتحول إلى منتج فني يحمل قيمة كبيرة ويعكس ذاكرة الناس. ومع تزايد الإقبال على منتجاتها، بدأت رغد بمشاركة خبرتها مع الآخرين من خلال تنظيم دورات تدريبية مجانية بالتعاون مع منارة حلب. استهدفت هذه الدورات اليافعات والسيدات، خاصة اللواتي يبحثن عن فرص عمل من المنزل.
تشرف رغد شخصيًا على التدريب، مستخدمة أدواتها الخاصة لتعليم المشاركات هذه المهارة، ليس فقط كحرفة يدوية، بل كمصدر للتمكين الاقتصادي وتشجيع الصناعات الحرفية كجزء من الاقتصاد المحلي. تقول السيدة عايدة (53 عامًا)، إحدى المشاركات في الدورات: "تعلمت أساسيات المكرمية وبدأت أشتغل من البيت. هذه فرصة مهمة بالنسبة لي."
وتضيف غنوة، وهي طالبة جامعية وأم، أن المكرمية تحولت بالنسبة لها من مجرد هواية إلى مشروع صغير قيد الإنشاء، وأن التدريب ساعدها على تطوير مهاراتها بشكل عملي.
تعمل رغد على توسيع نطاق مشروعها تدريجيًا، مع التركيز على دمج الفئات الأقل حظًا في التدريب والإنتاج، وذلك ضمن رؤية تهدف إلى تحويل الحرفة إلى مصدر دخل ثابت وفرصة جديدة في بيئة لا تزال تتعافى من آثار الحرب.