الأحد, 19 أكتوبر 2025 06:26 PM

من رحم الثورة: الأسعد يكشف عن ميلاد دبلوماسية سورية جديدة

من رحم الثورة: الأسعد يكشف عن ميلاد دبلوماسية سورية جديدة

أكد الكاتب والباحث منذر الأسعد أن التحول الذي تشهده الدبلوماسية السورية اليوم يمثل نقلة تاريخية وليست مجرد حدث عابر في السياسة الخارجية. هذه النقلة أخرجت سوريا من العزلة والتشويه اللذين تسببت بهما سياسات النظام البائد، إلى مرحلة جديدة من الحضور الإيجابي الفاعل في المحافل الإقليمية والدولية.

وفي تصريح لـ"الوطن"، أوضح الأسعد أن الدبلوماسية الحقيقية كانت غائبة في عهد النظام البائد، الذي اعتمد أسلوب الابتزاز والصفقات في التعامل مع الآخرين. أما اليوم، فقد أصبحت الدبلوماسية السورية منفتحة على الجميع، متصالحة مع ذاتها، وقائمة على التعاون والحوار بعيداً عن سياسات المحاور والاستقطابات. وأضاف أن دمشق عادت إلى العالم بصورة مشرقة، لا كأزمة أو مأساة، بل كدولة حية تتحدث بثقة عن مستقبلها وتعبر عن أصالة الشعب السوري وتاريخه العريق، كما وصفها وزير الخارجية خلال مقابلته مع قناة الإخبارية السورية.

وأشار الباحث إلى أن الدبلوماسية السورية الجديدة تعبر عن واقع الشعب السوري وطموحاته، فهي لم تنبثق من قصور السلطة بل من رحم الثورة والمعاناة، مما يجعلها تفهم جيداً معنى الكرامة والسيادة والاستقلال الوطني. ومن هذا المنطلق، بدأت بإصلاح العلاقات مع الجوار العربي والإقليمي، وبناء الثقة مع العالم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، لا على أساس الخضوع أو الانعزال.

وأضاف الأسعد أنه على الرغم من الإرث الثقيل الذي خلفه النظام البائد، والذي كان يمثل أحد أكبر التحديات أمام هذه الدبلوماسية، حيث ارتبط اسم سوريا لسنوات طويلة بسياسات المخدرات والكبتاغون وتحويل العلاقات إلى شبكة من الصفقات والابتزازات، إلا أن الجهود الدبلوماسية لسوريا الجديدة نجحت في تجاوز هذه الصورة. وأصبحت سوريا تُذكر اليوم في المؤتمرات الدولية كدولة تتطلع إلى المستقبل وتعمل بإصرار على بناء السلام وإعادة الإعمار.

وشدد الباحث على أن مشاركة سوريا الأخيرة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الثمانين، شكلت باكورة الانتصار السياسي بعد إسقاط النظام البائد، وفق توصيف الوزير الشيباني، وكانت لحظة فارقة في استعادة سوريا لمكانتها الدولية للمرة الأولى منذ عقود.

واعتبر الأسعد أن الدبلوماسية السورية أصبحت اليوم الخط الدفاعي الأول عن المصالح الوطنية، وركناً أساسياً في إعادة الإعمار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وأكد أنها دبلوماسية تعمل بهدوء وثبات، تفتح الأبواب ولا تغلقها، وتبحث عن النجاح لا عن العداء. وأشار إلى أن أكثر ما يلفت في أداء الدبلوماسية السورية الجديدة أنها تتحرك بلا أوهام وبلا استقطاب، ولا تدخل في لعبة المعسكرات التي أرهقت المنطقة لعقود، بل تفتح أبوابها للجميع، وتتعامل بندّية واحترام، وتنطلق من مبدأ أن مصالح سوريا فوق كل المحاور.

الوطن

مشاركة المقال: