يستضيف المعرض الصيفي للأكاديمية الملكية البريطانية للفنون في لندن عملاً فوتوغرافيًا مؤثراً يحمل أسماء معتقلين سوريين، كانوا محتجزين في سجون النظام السوري. اختارت رئيسة المعرض عمل "المختفون" لعرضه في الصالة الرئيسية ضمن فعاليات المعرض صيف 2025.
العمل الفني، بعدسة المصور البريطاني ريتشارد آنسيت، عبارة عن صورة لقطعة قماش كُتبت عليها أسماء معتقلين سوريين بالدم والصدأ. تم تهريب هذه القطعة من معتقل تحت الأرض في "الفرقة الرابعة" قرب دمشق، كوسيلة للتواصل مع عائلاتهم وتوثيق معاناتهم.
منصور العمري، المعتقل السابق في سجون النظام، قام بتهريب قطع القميص هذه، مؤكدًا أنها توضح الأهوال التي يتعرض لها المعتقلون السوريون. وكتب العمري ورفاقه أسماء 82 معتقلًا بالصدأ والدم باستخدام عظام الدجاج، لعدم وجود وسيلة أخرى للكتابة في السجن.
من بين الأسماء المعروضة نبيل شربجي، ومحمد الون، وعماد دباس، الذين قتلهم نظام الأسد في المعتقل. وعثر على بعضهم في صور قيصر. وأكد العمري عبر حسابه في "فيسبوك" أن "المفقودين سيبقون حاضرين معنا ومع عائلاتهم، وسنظل نعمل من أجلهم إلى أن نصل للحقيقة والعدالة".
يُعرض العمل ضمن فعاليات معرض صيف 2025، الممتد من 17 حزيران حتى 17 آب، تحت إشراف المهندسة المعمارية الإيرانية البريطانية فرشيد موسوي، التي تركز على "قدرة الفن على فتح الحوارات المجتمعية حول قضايا البيئة والبقاء والعيش المشترك".
بدأت هذه القماشات تُعرض دوليًا منذ عام 2017، في متاحف مختلفة في لاهاي، استوكهولم، وواشنطن، بما في ذلك متحف الهولوكوست. كما عرضت في متحف "أوريغون اليهودي ومركز تعليم الهولوكوست" في عام 2023.
معرض صيف 2025 في لندن
تأسست الأكاديمية الملكية البريطانية للفنون في منتصف القرن الثامن عشر في لندن، بهدف دعم فنون الرسم والعمارة، وهي واحدة من بين أعرق المؤسسات الفنية في أوروبا، وتمتاز بشهرة عالمية لنوعية المعارض المؤقتة والمتنقلة التي تقيمها على مدار السنة.
يُقام المعرض الصيفي سنويًا دون انقطاع منذ عام 1769، ويعرض مجموعة متنوعة من الأعمال المعاصرة، بما في ذلك المطبوعات واللوحات والأفلام والصور الفوتوغرافية والمنحوتات والأعمال المعمارية. معظم الأعمال المعروضة متاحة للشراء، وتدعم مبيعاتها الفنانين المشاركين ومستقبل الأكاديمية الملكية مباشرة، وهي مؤسسة خيرية لا تتلقى أي تمويل حكومي.
وتتضمن أبرز المعروضات هذا العام تركيبًا ضخمًا للفنان رايان جاندر في الفناء، يضم خمس كرات قابلة للنفخ يبلغ طول كل منها ثلاثة أمتار، ولوحات جديدة للفنانة تريسي إمين، ومجموعة من التركيبات النحتية المعلقة من سقف المعرض.