الأربعاء, 29 أكتوبر 2025 05:53 PM

من معتقل إلى رئيس: بترايوس يكشف تفاصيل لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع

من معتقل إلى رئيس: بترايوس يكشف تفاصيل لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع

في مقال له بمجلة ذا ناشيونال إنترست، تحت عنوان "لقائي مع الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع"، روى ديفيد بترايوس، القائد الأسبق للقوات الأميركية في العراق وأفغانستان ومدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق، تفاصيل لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع في نيويورك، مسجلاً مشاهداته وانطباعاته.

وصف بترايوس اللقاء بأنه "غير مسبوق"، مشيراً إلى أنه التقى برجل كان معتقلاً لدى القوات الأميركية في العراق عام 2006 بتهم تتعلق بنشاطه مع تنظيم القاعدة، ليصبح اليوم رئيساً لدولة تعاني من الانقسام.

وذكر بترايوس أن الشرع بدا هادئاً ومتزناً وعميق التفكير خلال اللقاء، قائلاً إنه يتحدث "بلغة رجل دولة لا بلغة ثائر". وأضاف أن الشرع أظهر معرفة دقيقة بالاقتصاد السوري والبنية التحتية "تفوق بعض الوزراء الذين تعاملت معهم".

ونقل بترايوس عن الشرع قوله أمام الحضور في نيويورك: "لا يمكننا الحكم على الماضي بقواعد اليوم، ولا يمكننا الحكم على اليوم بقواعد الماضي." وأشار إلى أن الحضور، بمن فيهم سوريون أميركيون، أعربوا عن إعجابهم بخطابه، فيما صرح بترايوس بأنه "وجد نفسه مشجعاً لما يسعى إليه هذا الرجل".

وبحسب المقال، تتركز أهداف الشرع على توحيد سوريا المنقسمة عرقياً وطائفياً، وبناء حكم يمثل الجميع، وضمان حقوق الأقليات، بالإضافة إلى إطلاق محادثات سرّية مع إسرائيل والمطالبة برفع عقوبات قيصر، والعمل على إعادة الإعمار وإنهاء الفوضى.

وأكد بترايوس أن خطاب الشرع اليوم وطني لا جهادي، وبراغماتي لا أيديولوجي، لكنه تساءل عن مدى واقعية هذا التحول، مضيفاً: "هل هذا التحول حقيقي؟ الزمن كفيل بالإجابة." كما أشار إلى تقارير تتحدث عن انتهاكات منسوبة لقوات الشرع ضد الدروز والعلويين.

واختتم بترايوس مقاله بالقول: "التاريخ ليس خطيًا، وأحيانًا تصبح الشخصيات الأقل توقعًا هي الأكثر تأثيرًا. سواء نجح الشرع أو تعثر، فالمخاطر على سوريا – وعلينا – لا يمكن أن تكون أكبر." واعتبر أن تجربة أحمد الشرع تمثل حالة استثنائية في السياسة الشرق أوسطية، من "مقاتل في الظل إلى رئيس يحاول إعادة كتابة التاريخ."

مشاركة المقال: