الثلاثاء, 25 نوفمبر 2025 02:55 PM

موسكو تدرس إعادة انتشار قواتها في جنوب سوريا: تفاصيل المقترح الإسرائيلي المحتمل

موسكو تدرس إعادة انتشار قواتها في جنوب سوريا: تفاصيل المقترح الإسرائيلي المحتمل

ذكرت "القناة 14" الإسرائيلية يوم الاثنين 24 تشرين الثاني، أن تقديرات أمنية في تل أبيب تشير إلى أن موسكو تستعد لمناقشة ملف إعادة انتشار قواتها العسكرية في جنوب سوريا خلال محادثات مستقبلية مع إسرائيل. يأتي ذلك في أعقاب الاتصال الذي جرى قبل حوالي عشرة أيام بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

وفقًا لتلفزيون "روسيا اليوم" في 15 تشرين الثاني، ناقش نتنياهو مع بوتين سبل تحقيق الاستقرار في سوريا. ونقلت القناة الإسرائيلية أن الطرح الروسي المتوقع لا يقتصر على إعادة الانتشار فحسب، بل يتضمن أيضًا طلبًا لنقل معدات عسكرية جديدة إلى دمشق، وذلك بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت بمخزون الجيش السوري المرتبط بالنظام السوري السابق خلال عملية "سهم الباشان" التي نفذتها إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد المخلوع في كانون الأول 2024.

عملية "سهم الباشان" بدأت مع إعلان إسرائيل إسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، وشهدت شن الجيش الإسرائيلي مئات الغارات الجوية على مواقع عسكرية سورية، مما أدى إلى تدمير حوالي 80% من قدرات القوات البرية والبحرية والجوية التابعة للجيش السوري، وفقًا لمراصد محلية. استهدفت هذه الغارات مواقع تستخدم لتخزين أسلحة متقدمة وأنظمة دفاع جوي وصواريخ موجهة، بالإضافة إلى الطائرات والمروحيات والدبابات والسفن الحربية.

وفي 18 تشرين الثاني، صرح مصدر سوري مقرب من الحكومة السورية لـ"هيئة البث الإسرائيلية" (كان) بأن موسكو قدمت خلال الأشهر الماضية اقتراحًا لدمشق يقضي بعودة الدوريات الروسية إلى المنطقة الحدودية، لتعمل كقوة فصل بين القوات السورية والإسرائيلية. وأشار المصدر إلى أن الحكومة السورية لم توافق بعد على الطلب الروسي، وأن المقترح لا يزال قيد النقاش.

أشار مصدر سوري آخر إلى أن إدخال الوجود الروسي جنوب سوريا ضمن أي تفاهم أمني محتمل بين دمشق وتل أبيب ليس مستبعدًا، خاصة مع تكثيف الاتصالات السياسية بين الجانبين الروسي والإسرائيلي. ولم تعترض إسرائيل في السابق على نفوذ موسكو في سوريا، وانتشرت القوات الروسية سابقًا في 8 نقاط عسكرية في منطقة "فض الاشتباك" على طول الحدود بين الجولان السوري المحتل ومحافظة القنيطرة في تشرين الأول 2024.

لم يصدر أي تعليق رسمي من موسكو أو تل أبيب أو دمشق بشأن ما أوردته وسائل الإعلام الإسرائيلية. وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من جولة ميدانية أجراها وفد عسكري روسي – سوري في الجنوب السوري، شملت عددًا من النقاط والمواقع العسكرية في الجنوب السوري، في 17 تشرين الثاني. وتهدف الزيارة إلى الاطلاع على الواقع الميداني ضمن إطار التعاون القائم بين الجانبين، وفقًا لما نقلته "الوكالة السورية للأنباء" (سانا).

تفاصيل زيارة الوفد الروسي

قال مصدر من محافظة القنيطرة، فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إن رتلًا مكونًا من نحو 30 سيارة يعتقد أنه سوري – روسي وصل إلى محافظة القنيطرة في 17 تشرين الثاني. وبحسب المصدر، سلك الرتل الطريق الغربي للقنيطرة، وهو طريق شبه مقطوع عادة بسبب الوجود العسكري الإسرائيلي والرصد المستمر للمنطقة. ومرّ عبر قرى بئر عجم وبريقة ورويحينة وأم العظام والقحطانية ودوار العلم والحميدية، وهي بلدات تتوغل فيها القوات الإسرائيلية بشكلٍ شبه يومي.

توقفت السيارات في موقعين يُعدّان من أبرز النقاط التي شهدت انتشارًا روسيًا في عهد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، هما منطقة الناصرية التي كانت تضم قاعدة روسية، ومنطقة الحيران التي تواجد فيها ضباط روس سابقًا، بحسب المصدر. وضمت منطقة حيران عددًا من السرايا العسكرية القديمة التابعة لجيش نظام الأسد المخلوع، على مسافة تقارب ثلاثة كيلومترات من خط الحدود، "من دون تنفيذ أي نشاط واضح".

رصدت عنب بلدي حينها، بحسب ناشطين من محافظة القنيطرة، استنفارًا أمنيًا في الجانب السوري تزامن مع توقيت زيارة الوفدين، إذ أقام جهاز الأمن الداخلي حواجز ودوريات في بلدات مختلفة، مع تفتيش وتدقيق على الحواجز. وأقام الأمن الداخلي حواجز في كل من الحيران، وسويسة، ونبع الصخر، وأم باطنة، وجبا، وخان أرنبة، ومدينة السلام (البعث سابقًا)، والكوم، بحسب الناشطين الذين تواصلت معهم عنب بلدي حينها.

نقاط عسكرية روسية سابقة

أنشأت القوات الروسية في سوريا 8 نقاطٍ عسكرية في منطقة "فض الاشتباك"، على طول الحدود بين الجولان السوري المحتل ومحافظة القنيطرة أثناء حكم نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. وقالت وكالة "سبوتنيك" الروسية في تقرير لها، في 9 تشرين الثاني 2024، إن النقطة الواقعة في موقع "تل أحمر" التي رفع فيها العلم الروسي تهدف "لحماية المنطقة من أي اختراقات محتملة، وسط توتر شديد تشهده مناطق الاشتباك المعقدة في سوريا ولبنان وفلسطين وإسرائيل".

قال نائب قائد القوات الروسية العاملة في سوريا، ألكسندر روديونوف، في تصريح صحفي للوكالة إنه مع نقطة "تل أحمر"، تكون روسيا قد افتتحت ثماني نقاط مراقبة وذلك خلال فترة تصل إلى عامين. وسبق أن أعادت روسيا تسيير دورياتها في الجنوب السوري مطلع تشرين الثاني 2023، بعد غياب استمر لأكثر من عام، إذ تجولت دورية عسكرية روسية جنوبي القنيطرة بين بلدة المعلقة وغدير البستان بالقرب من سرية "الصفرة" التابعة لـ"اللواء 90" التابعة للنظام السابق جنوبي المحافظة.

موسكو تقترح إعادة تسيير دوريات روسية جنوب سوريا
مشاركة المقال: