أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن إحباطه بشأن تصرفات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تجاه الشرق الأوسط، خاصةً بشأن إيران وسوريا، معتبرًا أن الرئيس الأمريكي دعم أردوغان في ترسيخ سيطرته على سوريا.
ونقلت صحيفة "إسرائيل هيوم"، اليوم الاثنين 5 من أيار الحالي، عن مصادر (لم تفصح عنها الصحيفة) أن نتنياهو أعرب عن إحباطه في "محادثات خاصة" بشأن تصرفات الرئيس دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط. كما أن نتنياهو أخبر مساعديه أن ترامب، وإن كان يُصرّح بكل ما هو صائب خلال اجتماعاتهم ومكالماتهم الهاتفية، وخاصة بشأن إيران وسوريا، إلا أن خطواته العملية لا تتوافق مع تلك التصريحات، بحسب الصحيفة.
وبحسب مصادر الصحيفة الإسرائيلية فإن نتنياهو أعرب عن "قلقه الشديد إزاء دعم ترامب للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في ترسيخ سيطرته على سوريا". يأتي هذا في الوقت الذي منح فيه ترامب إسرائيل الضوء الأخضر، إن لم يكن أكثر، لاتخاذ أي إجراء تراه ضروريًا في سوريا، وفق ما تقوله "إسرائيل هيوم".
لا اتفاق تركي- إسرائيلي
فشلت إسرائيل وتركيا في التوصل إلى اتفاق بشأن التدابير لمنع التوترات بينهما في سوريا خلال جولة مفاوضات عقدت في أذربيجان، على أن تلك المفاوضات كانت ستسأنف "بعد انتهاء عطلة عيد الفصح" التي تمتد بين 12 و19 من نيسان، وفق هيئة البث والإذاعة الإسرائيلية (مكان).
ووفق "مكان"، هدفت المفاوضات إلى "إيجاد طريقة لمنع الحرب"، وفي إطار محاولة إنشاء آلية بين إسرائيل وتركيا لمنع الحوادث بين الجيشين في سوريا. ولم تعلق تركيا رسميًا على المحادثات.
وأضافت هيئة البث الإسرائيلية أن أنقرة منعت طائرة سلاح الجو الإسرائيلي، التي كانت تنقل وفدًا إسرائيليًا إلى أذربيجان، من عبور المجال الجوي التركي، ما اضطر الطائرة إلى تغيير مسارها غربًا فوق البحر الأسود لتجاوز تركيا.
نقلت قناة "NTV" التركية، نقلت في 10 من نيسان، عن مصادر في وزارة الدفاع التركية، أن وفودًا فنية من تركيا وإسرائيل عقدت اجتماعًا حاسمًا في أذربيجان، بهدف إنشاء آلية خفض تصعيد في سوريا. وبحسب المصادر، فإن الجهود الرامية لإنشاء آلية لفض النزاعات ستستمر، مع الإشارة إلى أنه على إسرائيل التخلي عن سياستها التوسعية في المنطقة، وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه هذه القضية.
المصادر ذكرت أنه تماشيًا مع مطالب الحكومة السورية الجديدة، تقدم تركيا الدعم لتعزيز قدراتها الدفاعية ومكافحتها لجميع التنظيمات الإرهابية سيما "الدولة الإسلامية".
ترامب وسيطًا
في 7 من نيسان الماضي، تعهد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بحل التوتر بين إسرائيل وتركيا في سوريا، وذلك خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض.
وقال ترامب لنتنياهو، "أعتقد أنني أستطيع حل أي مشكلة لديكم مع تركيا. أعني طالما أنكم عقلانيون، يجب أن تكونوا عقلانيين. يجب أن نكون عقلانيين".
وأضاف ترامب، "إذا كانت لديك مشكلة مع تركيا، فأعتقد حقًا أنك ستتمكن من حلها. كما تعلم لدي علاقة جيدة جدًا مع تركيا ومع زعيمها، وأعتقد أننا سنتمكن من حلها. لذا آمل ألا تكون هذه مشكلة. لا أعتقد أنها ستكون مشكلة".
وأكد الرئيس الأمريكي أنه يتمتع بعلاقات "رائعة" مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي وصفه بأنه "رجل قوي، وذكي للغاية، وقد فعل شيئًا لم يتمكن أحد من فعله"، في إشارة إلى دور تركيا في إسقاط الأسد.
وكشف ترامب فحوى محادثات سابقة مع أردوغان، "قلتُ له تهانينا، لقد فعلتم ما لم يستطع أحد فعله طوال ألفي عام. لقد أخذت سوريا، لكن نفى ذلك، لكنني قلت له مجددًا كلا أنت من أخذها".
في وقت سابق وجهت تل أبيب رسائل تحذيرية لأنقرة بعدم تعزيز نفوذها العسكري في سوريا، وذلك عقب استهداف عدة مواقع عسكرية كانت تخطط تركيا للانتشار فيها.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن الهدف الرئيس من الغارات الجوية على سوريا توجيه رسالة تحذيرية إلى تركيا، بعد أنباء عن نيتها إقامة قاعدة عسكرية بريف حمص.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن إسرائيل قصفت بشكل مكثف مطاري حماة وT4"، لتوجيه رسالة للرئيس أردوغان مفادها، "لا تجرؤ على إقامة وجود عسكري على الأراضي السورية".
في المقابل، طالبت وزارة الخارجية التركية إسرائيل بسحب قواتها من الأراضي السورية، ردًا على تصريحات تل أبيب ضد أنقرة.