أثبتت التجارب نجاح زراعة الزعفران، المعروف بـ "الذهب الأحمر"، في محافظة طرطوس. واعتبرت جبال الساحل بيئة مناسبة لزراعته من حيث الارتفاع وكمية الأمطار، بالإضافة إلى ملاءمته لجميع أنواع التربة. كما لوحظ ارتفاع نسبة المواد الفعالة في مياسم الزعفران المنتج في منطقة الساحل.
أكد المهندس رائد مصطفى، رئيس اتحاد فلاحي طرطوس، لمراسلة "الحرية" أن الاتحاد سيشارك في معرض دمشق الدولي، الذي سينطلق في 28 من الشهر الجاري، لعرض نتائج زراعة الزعفران في جبال طرطوس، ونجاحها، والإنتاجية الكبيرة الممكنة، وانعكاس ذلك على الاقتصاد الوطني، وزيادة دخل الفلاح واستقراره، بالإضافة إلى التعريف بالتعاونيات الموجودة لدى الاتحاد وعملها، وإيجاد أسواق تصريف داخلية.
وأشار مصطفى إلى أن زراعة الزعفران بدأت منذ عام 2021 كزراعة تجريبية، عبر تعاونيات إنتاجية في قرى تلة – بيت يوسف – دوير المطبوعة. وتبلغ المساحة المزروعة بالزعفران في قرية تلة حوالي 5.5 دونمات، وتم التوسع بالزراعة ضمن قطاع التعاونية هذا العام بحوالي 2.5 دونم، إضافة إلى زراعات فردية ضمن قطاع المنطقة بمساحة 5 دونمات. وبلغ الإنتاج من البصيلات هذا العام 300 كغ، والإنتاج المتوقع من المياسم الحمراء حوالي 2.5 كغ، ومن المياسم الصفراء 2 كغ، إضافة إلى البتلات الزرقاء حوالي 5 كغ، وهذه الأنواع من المنتجات لها قيمة تسويقية عكس ما هو متعارف عليه أن القيمة التسويقية فقط المياسم الحمراء.
وبيّن مصطفى أن أهم الإجراءات الواجب اتباعها لتشجيع هذه الزراعة، إيجاد سوق لتصريف الإنتاج وبأسعار مناسبة، إضافة إلى ضرورة تقديم الدعم العيني للفلاحين، علماً أن الاتحاد قد قدم إعانة (سماد عضوي) لجميع حقول الزعفران في جمعية تلة في عام 2023.
ويعد الزعفران أغلى أنواع التوابل في العالم، وقد أطلق عليه قديماً وحديثاً اسم الذهب الأحمر لما له من فوائد طبية واقتصادية كبيرة، كما أنه يعد محصولاً مثالياً للحيازات الزراعية الصغيرة كونه نباتاً عشبياً صغيراً يتكاثر بالكرومات، وقد أكدت الأبحاث العلمية الحديثة على أهميته ودوره الفعال في مقاومة التشوهات الجينية الوراثية وأمراض السرطان لاحتوائه على مضادات الأكسدة، كما أنه يستخدم كمهدئ ومسكن للألم، ويدخل في معظم أدوية القلب، ويعتبر محسناً للذاكرة نظراً لاحتوائه على الكاروتينات.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية