الثلاثاء, 21 أكتوبر 2025 02:20 AM

ندوة في دمشق تسلط الضوء على شفافية الانتخابات السورية ومخرجاتها

ندوة في دمشق تسلط الضوء على شفافية الانتخابات السورية ومخرجاتها

نظّمت شبكة الراصد السوري المجتمعية – وحدة دعم الاستقرار ندوة إعلامية موسّعة بحضور أعضاء من اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، ممثلة بالدكتور نوار نجمة والآنسة حنان بلخي، وبمشاركة دولية ومحلية واسعة ضمّت سفراء، وممثلين عن وكالات أممية، ومنظمات مجتمع مدني.

وتهدف الندوة، وفقًا لما نقلته سوريا 24، إلى عرض نتائج عملية المتابعة الميدانية للانتخابات التي جرت في 11 محافظة سورية. وقد قام 42 فريق متابعة ميداني بمتابعة سير العملية الانتخابية وتوثيق ملاحظاتهم حول الجوانب الإجرائية والتنظيمية ومدى الالتزام بالقوانين الناظمة.

كما خُصص جزء من الندوة لنقاش مفتوح مع اللجنة العليا للانتخابات، حيث طُرحت أسئلة ومداخلات تناولت الأبعاد الفنية والقانونية والإدارية للعملية الانتخابية، وذلك في إطار تعزيز الشفافية وتبادل الآراء، وبهدف ترسيخ ثقافة المشاركة المجتمعية والرقابة المدنية.

وفي ختام الفعالية، أُعلن رسميًا عن تحالف جديد بين شبكة راصد سوريا وشبكة راصد الأردن (RASED Jordan)، في خطوة تهدف إلى تبادل الخبرات وتعزيز التعاون المشترك في مجال الرصد المجتمعي والانتخابي، بما يسهم في تطوير الممارسات الديمقراطية وفق المعايير الدولية للشفافية والنزاهة.

وفي تصريحات خاصة لـ سوريا 24، قال الدكتور عبد الحميد العواك، عضو لجنة صياغة الإعلان الدستوري، إن المرحلة الانتقالية في سوريا تتطلب التكيّف مع الواقع الدستوري والسياسي القائم، موضحًا أن اللجنة العليا للانتخابات أدارت العملية بكفاءة وشفافية عالية ضمن الإطار القانوني المتاح.

وأضاف العواك أن الانتخابات العامة والمباشرة ستكون المؤشر الحقيقي لانتهاء المرحلة الانتقالية، مؤكدًا أن تحقيق ذلك يتطلب بيئة آمنة ومستقلة تشمل إصلاح القضاء، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية والإدارية، وإعادة هيكلة الإعلام، بما يضمن نزاهة العملية الانتخابية وعدالتها.

وأوضح أن مؤتمر النصر شكّل الإعلان الدستوري الأول في سوريا الجديدة، حيث أعلن نهاية دستور 2012 وبداية مرحلة سياسية مختلفة، مشيرًا إلى أن تقسيم الدوائر الانتخابية الجديد جاء أكثر عدالة وتمثيلًا لمختلف المناطق السورية.

كما حذّر من أن إجراء انتخابات عامة ومباشرة قبل استكمال الإصلاحات المؤسسية قد يفتح الباب أمام تأثير المال السياسي والفساد المتجذر من النظام السابق، معتبرًا أن السير بخطى تدريجية ومدروسة هو الطريق الأمثل نحو شرعية دستورية راسخة وبيئة انتخابية نزيهة.

من جانبه، قال منذر سلال، المدير التنفيذي لوحدة دعم الاستقرار لسوريا 24، إن الندوة شهدت إطلاق شبكة راصد سوريا رسميًا، إلى جانب الإعلان عن تحالفها مع شبكة راصد الأردن.

وأضاف أن هذا التحالف يأتي تتويجًا لجهود تدريب وتأهيل فرق راصدة تابعت العملية الانتخابية ميدانيًا، بهدف تعزيز دور المجتمع المدني في الرقابة والمساءلة.

وأوضح سلال أن الحوار مع اللجنة العليا للانتخابات كان مثمرًا وغنيًا بالملاحظات والتوصيات، مؤكدًا أن الشراكة الجديدة مع راصد الأردن تمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز ثقافة المراقبة المستقلة وتطوير التعاون الإقليمي في مجالات الحوكمة والشفافية.

وفي السياق ذاته، صرّح الدكتور نوار نجمة، المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، لسوريا 24 بأن عرض تقرير مؤسسة راصد حول العملية الانتخابية يشكّل خطوة مهمة نحو ترسيخ الشفافية وتصحيح الأخطاء.

وأضاف نجمة: "هذا النوع من الفعاليات يعزز مصداقية العملية الانتخابية، ويساعد على تقييم الأداء وتحسينه في المراحل القادمة. الشفافية مبدأ أساسي في عمل اللجنة العليا للانتخابات، ومشاركة المجتمع المدني في مثل هذه النقاشات تشكّل إضافة نوعية لسوريا الجديدة."

وأشار إلى أن التعاون بين اللجنة العليا والمؤسسات الرقابية والمجتمعية يعكس انفتاحًا متزايدًا نحو تطوير الممارسات الانتخابية، معتبرًا أن مشاركة المواطنين ومنظمات المجتمع المدني في الرقابة المجتمعية تمثل "تحولًا إيجابيًا نحو مزيد من الثقة والمساءلة العامة".

واختتم نجمة حديثه بالتأكيد على أن ما تشهده سوريا اليوم من حوار وتعاون بين الجهات الرسمية والمجتمع المدني يشكل خطوة متقدمة في بناء ثقافة انتخابية قائمة على الشفافية والانفتاح، مؤكدًا أن التجربة الانتخابية الأخيرة تمثل محطة مهمة في مسار بناء سوريا الجديدة.

وفي ختام الندوة، شدّد المشاركون على أن تحالف راصد سوريا وراصد الأردن يشكّل منعطفًا مهمًا في مسار تطوير المراقبة المجتمعية في المنطقة، داعين إلى استمرار التعاون مع اللجنة العليا للانتخابات لتطوير آليات الرصد، وتعزيز ثقة المواطنين بالمؤسسات الانتخابية، بما يدعم مسار التحول الديمقراطي وبناء المشروعية الدستورية في سوريا الجديدة.

مشاركة المقال: