في فاجعة هزت النمسا، لقي تسعة أشخاص مصرعهم وأصيب 12 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، نتيجة لإطلاق نار داخل مدرسة ثانوية في مدينة غراتس النمساوية.
الجاني، شاب يبلغ من العمر 21 عامًا وطالب سابق في المدرسة، انتحر لاحقًا داخل المبنى، ليرتفع عدد القتلى إلى عشرة. وأكد وزير الداخلية النمساوي غيرهارد كارنر أن المهاجم استخدم سلاحين ناريين، يُعتقد أنهما مرخصان قانونيًا، لتنفيذ هجومه العشوائي.
أفادت السلطات أن ستة من الضحايا من الإناث وثلاثة من الذكور، بينما يعاني بعض المصابين الـ 12 من حالات حرجة. وذكرت أن الجاني كان قد ترك المدرسة دون إكمال دراسته وانتحر في دورة مياه، ولا تزال دوافع الهجوم مجهولة.
شارك أكثر من 300 شرطي، بينهم قوات خاصة، و160 من رجال الإنقاذ في التعامل مع الحادث. وتم تفعيل خطة طوارئ طبية لمواجهة الإصابات الجماعية، مع إرسال 65 سيارة إسعاف وعدد من المروحيات إلى الموقع.
في بداية العملية، توقعت السلطات وجود حوالي 50 جريحًا، مما دفع المستشفيات لرفع حالة التأهب. ودعت الشرطة السكان إلى عدم مشاركة الصور أو الفيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتقديم أي مواد موثقة مباشرة إلى وزارة الداخلية عبر المنصة الرسمية.
وصف الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلن الحادث بأنه "رعب لا يمكن التعبير عنه بالكلمات"، مؤكدًا أن "النمسا كلها في حالة حداد"، ودعا إلى التماسك والتضامن الوطني. واعتبر المستشار النمساوي كريستيان شتوكر ما حدث "مأساة وطنية لا تُصدق"، وأعلن حدادًا رسميًا لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام.
أعلن ماريو كوناسيك، حاكم ولاية شتايرمارك، إلغاء جميع الفعاليات العامة في الولاية لمدة ثلاثة أيام. وأعرب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن "عميق حزنه ودهشته"، بينما قدم المستشار الألماني فريدريش ميرتس تعازيه لعائلات الضحايا.
أعربت المفوضية الأوروبية عن تضامنها الكامل، ووصفت ما حدث بأنه "أخبار مروعة ومأساوية بكل المقاييس". وخصصت قناة ARD الألمانية بثًا طارئًا لتغطية الحادث.
