السبت, 1 نوفمبر 2025 12:34 AM

هدايا العيد الذكية: كيف يغير ChatGPT طريقة اختيار الهدايا ويقدم استشارات شخصية؟

هدايا العيد الذكية: كيف يغير ChatGPT طريقة اختيار الهدايا ويقدم استشارات شخصية؟

علي عواد: رغم تحول موسم الأعياد إلى موسم مبيعات ضخمة في ظل الرأسمالية، فإنه لا يزال يحمل الفرح الطفولي في الأضواء الساطعة، والأغاني المنتشرة في الشوارع، ورائحة الحلوى التي تعيدنا إلى ذكريات البهجة الأولى. ولكن هذا الموسم يختلف، حيث سيشتري الآلاف حول العالم هداياهم بناءً على توصيات من نموذج الذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي».

في الماضي، كانت الهدايا تُشترى بقرار شخصي أو بدافع عاطفي مباشر. كنا نفكر فيما يسعد أحباءنا، أو نختار شيئًا لفت انتباهنا في واجهة متجر، أو نقتنع بإعلان مؤثر. أما اليوم، فكل هذه الأمور تخضع لحسابات دقيقة يجريها الذكاء الاصطناعي.

تصبح عملية شراء الهدية كالآتي: وصف دقيق للشخص عبر معلومات تُدخل إلى «تشات جي بي تي»، مثل العمر التقريبي، العلاقة بالشخص، الميزانية، البلد ووقت التسليم، أسلوب الحياة (السفر المتكرر، العمل من المنزل، ممارسة الرياضة)، الاهتمامات الدقيقة في السفر والموسيقى (الوجهات المفضلة، الآلات الموسيقية، نوع السماعات)، الذوق اللوني والمواد المريحة، المقاسات، الحساسيات أو المحظورات، والممتلكات الحالية والاحتياجات المستقبلية.

يُطلب من النموذج تقديم خيارات متعددة مرتبة حسب الملاءمة، مع ذكر سبب الترشيح لكل خيار، وتقدير سعر تقريبي، ومخاطر الشراء إن وجدت، واقتراح بديل أرخص وآخر أكثر تميزًا. بهذه الطريقة، يحصل المستخدم على توصيات محددة تشبه الشخص المقصود، مما يختصر وقت الحيرة دون التضحية باللمسة الشخصية.

يستخدم «تشات جي بي تي» أكثر من 800 مليون شخص أسبوعيًا على مستوى العالم، أي حوالي 10% من سكان الكوكب. وتستخدم نسبة كبيرة منهم، خاصة الشباب، هذه الأداة لطلب المشورة في كل شيء (مهنيًا، عاطفيًا، وحياتيًا).

وفقًا لدراسة مشتركة بين «أوبن أي آي» و«المكتب الوطني للأبحاث الاقتصادية» نُشرت في سبتمبر 2025، كان موضوع «الإرشاد العملي» من بين الأكثر تداولًا بين مستخدمي «تشات جي بي تي»، حيث شكل مع مواضيع مماثلة حوالي 80% من إجمالي المحادثات. وبحلول منتصف عام 2025، دار حوالي 49% من التفاعلات مع النموذج حول طلب النصائح والإرشاد والمعلومات، مما يعني أن الذكاء الاصطناعي تحول إلى أداة استشارة شخصية ومهنية يعتمد عليها الملايين يوميًا.

إضافة إلى ذلك، يشهد مجال تحسين محركات البحث (SEO) تحولًا جذريًا مع صعود ما يُعرف اليوم بـ«تحسين محركات نماذج التوليد» (GEO)، نتيجة اعتماد الناس على نماذج الذكاء الاصطناعي مثل «تشات جي بي تي» بدلاً من «غوغل» للبحث عن المنتجات والعروض. هذا التحول يجبر الشركات على إعادة التفكير في استراتيجياتها التسويقية. فبدلاً من التركيز على المقالات الطويلة المليئة بالكلمات المفتاحية، صار التركيز على المحتوى المهيكل والمباشر مثل القوائم والأسئلة الشائعة، لأن نماذج الذكاء الاصطناعي تفضل المعلومات الدقيقة والسريعة.

يقول خبراء المجال إن الأسئلة الموجهة إلى روبوتات الدردشة غالبًا ما تكون محددة جدًا، مما يدفع العلامات التجارية إلى نشر محتوى أكثر تفصيلاً عن منتجاتها لزيادة فرص ظهورها في إجابات هذه النماذج. ومع توسع هذا الاتجاه، يُتوقع أن تصل قيمة سوق GEO إلى حوالي 850 مليون دولار هذا العام، ليصبح الامتداد الطبيعي لعصر الـSEO، ولكن بلغة تفهمها النماذج الذكية.

استوعبت شركة «والمارت» (أكبر سلسلة متاجر للبيع بالتجزئة في الولايات المتحدة والعالم) التحول في سلوك المستهلكين بسرعة. وبعدما لاحظت أن الناس صاروا يبحثون عن الهدايا والعروض عبر نماذج الذكاء الاصطناعي بدلاً من محركات البحث التقليدية، أعلنت عن شراكة مباشرة مع «أوبن أي آي» تتيح للمستخدمين شراء المنتجات من داخل منصة «تشات جي بي تي» نفسها.

يرى الرئيس التنفيذي دوغ ماكميلون أن تجربة التسوق الإلكتروني التي كانت تعتمد على محرك البحث وقائمة طويلة من النتائج «على وشك أن تتغير كليًا»، واصفًا المرحلة المقبلة بأنها «أكثر شخصية وسياقية وتفاعلية، تؤمن تجربة تسوق ممتعة وسريعة».

مشاركة المقال: