الأحد, 20 أبريل 2025 04:37 AM

هل تتخلى واشنطن عن الأكراد؟ توقعات تركية بتسوية أمريكية في سوريا بعد تجميد محتمل للحرب في أوكرانيا

هل تتخلى واشنطن عن الأكراد؟ توقعات تركية بتسوية أمريكية في سوريا بعد تجميد محتمل للحرب في أوكرانيا

توقع وزير الخارجية التركي "هاكان فيدان" أن تتجه واشنطن نحو تسوية في سوريا في حال تم تجميد النزاع في أوكرانيا، مشيراً إلى أن بلاده تراقب التطورات عن كثب وتستعد لأي سيناريو.

وأضاف الوزير: "من الممكن مناقشة قضايا أخرى تتعلق بالتسوية السورية إذا كان هناك تجميد للنزاع الأوكراني أو تخفيف للمواقف. وهذا ليس مستبعدا، ونحن نراقب بعناية ما يحدث بالطبع. يمكن للأمريكيين، عندما يغادرون المنطقة، اتخاذ عدد من الإجراءات لتقليل الضرر الذي يلحق باللاعب الذي استثمروا فيه (حزب العمال الكردستاني). يجب أن نكون مستعدين لأي تطور للأحداث".

وفي وقت سابق، أكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أن بلاده لن تتسامح مع أي كيانات تهددها من خارج حدودها، وأن أنقرة مصممة على القضاء على الإرهاب ولن تسمح بوجود أي تهديد للأمن القومي التركي من الخارج.

وأضاف أردوغان، في تصريحات أدلى بها أثناء عودته من البرازيل بعد مشاركته في قمة مجموعة العشرين: "أبلغنا جميع محاورينا بمدى وضوحنا وتصميمنا بشأن هذه المسألة، وسنبلغ الشيء نفسه لمحاورينا الجدد".

وأشار الرئيس التركي إلى أن تنظيم "واي بي جي/ بي كي كي" الإرهابي المدعوم من الولايات المتحدة يحتل شمالي سوريا، مؤكداً على أهمية هذه المنطقة ليس لتركيا فحسب، بل لسوريا أيضاً، وأن تطهيرها من "واي بي جي" الإرهابي أمر بالغ الأهمية للإدارة السورية أيضاً.

وبين أن عدم الاستقرار في سوريا بسبب الحرب جذب التنظيمات الإرهابية خارج حدودها، وأكد أردوغان أنه "مثلما نبذل جهودا لتجفيف هذا المستنقع من ’واي بي جي’، ينبغي للإدارة السورية أيضا أن تبذل الجهد نفسه".

وشدد على مواصلة تركيا كفاحها ضد الإرهاب، وأن أنقرة مستعدة للتعامل مع الواقع الحالي والوضع الجديد الذي سيحدثه الانسحاب الأمريكي المحتمل من سوريا. وفيما يخص مكافحة تنظيم "بي كي كي" الإرهابي، قال أردوغان "أوشكنا على تحقيق هدف جعل تركيا خالية من الإرهاب بعد تركيزنا على المشكلة بجميع جوانبها".

من جهة أخرى، أعربت مصادر سياسية كردية عن قلق قيادة قوات سوريا الديمقراطية وذراعها السياسي "مسد" من عودة الرئيس الأميركي السابق "دونالد ترامب" إلى البيت الأبيض، بسبب الإرث الذي خلّفه في المنطقة أثناء رئاسته الأولى (2016-2020).

وذكرت صحيفة النهار نقلاً عن المصدر أن هناك نوعين من القرارات التي قد تتخذها الإدارة الأميركية والتي قد تمس بالاستقرار النسبي في شمال وشرق سوريا، بما في ذلك إجراءات مستعجلة بالانسحاب العسكري قبل إحراز أي توافقات سياسية تؤمن وضعية ما لـ"قسد".

وأضاف المصدر السياسي الكُردي أن هذه المخاوف ليست محصورة بـ"قسد"، وإن كانت التنظيم السياسي والعسكري الذي قد يكون الأكثر تعرّضاً لتأثيرات سياسات الإدارة الجمهورية في حال فوز ترامب في الانتخابات المُنتظرة، مضيفاً أنّ كلّ القوى السياسية في منطقة شمال شرقي سوريا، بما في ذلك القواعد الاجتماعية والشعبية في هذه المنطقة، سواء أكانت كردية أم عربية أم سريانية، تتخوّف من ذلك.

ورأى المصدر أنّ نوعين من القرارات التي قد تتّخذها الإدارة الأميركية قد تمسّ بما هو قائم من استقرار سياسي وأمني نسبي في تلك المنطقة، ومنها إجراءات مستعجلة بالانسحاب العسكري من سوريا، قبل إحراز أي توافقات سياسية تؤمّن وضعيّة ما لـ"قسد"، كذلك قد تدخل الإدارة الجمهورية في صفقات سياسية/أمنية ارتجالية مع الأطراف المتصارعة ضمن الملفّ السوري، سواء مع تركيا أم مع روسيا، وحتى مع إيران نفسها.

يذكر أن الإدارة الأميركية الجمهورية (2016-2020) في عهد ترامب اتّخذت قرارات مماثلة أثناء فترة حُكمها، فما أن تمكنت من كسب فوز معنوي بالشراكة مع "قسد" عبر القضاء على تنظيم "داعش" في ربيع عام 2019، بعد معركة الباغوز، حتى أقدمت على مجموعة من القرارات السريعة التي أضرّت بموقع "قسد" وقدرتها على السيطرة الميدانية في مناطق وجودها.

وفي السياق، قال الكاتب الباحث في "مركز الفرات للدراسات" الدكتور وليد جليلي، إنّ عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستدفع "قسد" إلى اتّخاذ إجراءين سريعين، تجنباً لأي آثار "كارثية" قد تحدث بعد شهور من استقرار الإدارة.

وأضاف: "خلال المرحلة الفاصلة بين الانتخاب وتسلّم الإدارة التي تمتدّ لأكثر من شهرين، سوف تحاول الأدوات السياسية لقوات سوريا الديموقراطية استكشاف الاستراتيجية السياسية الكلية لهذه الإدارة، بالضبط من حيث مستويات اختلافها عمّا كانت عليه خلال الولاية السابقة، وطبعاً ستحذّر من تأثيرات ذلك على الأمن القومي الأميركي، وكل حلفائها السياسيين في المنطقة. وأشار إلى أنه في حال اكتشاف استمرار الإدارة بالاستراتيجية السابقة نفسها، ستجد نفسها مُجبرة على خلق توافقات سياسية في مناطق حُكمها، بالذات مع الأطراف السياسية المحلية، ومع النظام السوري نفسه، وإن من موقع الضعف، درءاً لأي عواقب أكبر".

مشاركة المقال: