الأحد, 27 أبريل 2025 03:42 AM

هل يفسد الاختلافُ ودَّنا؟ نظرة في ثقافة الحوار وتقبّل الآخر

وصفي ابو فخر

غالبا ما نردّد أنّ “الاختلاف في الرأي لا يفسد للودّ قضية”، وهي مقولة تعود إلى أحمد لطفي السيد، المتأثر بالإمام محمد عبده وجمال الدين الأفغاني. تقلّد السيد عدّة مناصب حكومية في مصر ورفض رئاسة مصر بعد ثورة يوليو. عرف بتبنّيه للمفهوم الليبرالي للحرية وله مساهمات جامعية وأكاديمية واسعة.

الاختلاف موجود منذ الأزل، وهو سنّة كونيّة وحالة صحية. الاختلاف في الرؤى جزء طبيعي من التفاعل البشري، يساهم في توسيع آفاق التفكير، شريطة التسامح والاحترام والبحث عن نقاط مشتركة لتخفيف التوتر وبناء الفهم المشترك.

لا ينبغي للتباين في وجهات النظر أن يؤثر على العلاقة الطيبة بين البشر. يتساءل الإمام الشافعي: “ألّا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة؟” ويرى غاندي أنّ ” الاختلاف في الرأي يجب الا يؤدي للعداء”.

الاختلاف ليس تخلّفا، بل الخلاف بسبب الاختلاف هو التخلف. يجب توسيع ثقافة الحوار وتقبل الرأي الآخر، والإشارة إلى حوار الحضارات الذي يؤدّي إلى تخفيف التوتّر بين الشعوب. فالثقافة توحّد الشعوب والسياسة تفرّقها.

من أعلام حوار الحضارات الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي والمفكر الفرنسي روجيه غارودي. ويؤكد الذكر الحكيم على أهمية التعارف بين الشعوب.

ولكن، هل الاختلاف في الرأي لدينا حقا ” لا يفسد للود قضية “؟ واقعيا، غالبا ما يؤدي إلى انقطاع العلاقات والخلافات، حتى في وسائل التواصل الافتراضية وفي الشأن الرياضي والبرامج الحوارية.

قد يعود ذلك لعوامل مختلفة أهمها التربية والنظام التعليمي والثقافة السائدة. فمجتمعاتنا مليئة بالنرجسيين الذين سيطر عليهم “الانا الأعلى”.

ورغم وجود العديد من الآيات التي تحثّ على إعمال العقل وعدم التعصّب، فمن الصعوبة بمكان ان نتقبل حكم العقل. فالسائد حاليا أنّ “من ليس معنا فهو ضدنا”.

وهكذا، كفانا الاختباء وراء أصابعنا، فالاختلاف في الرأي لدينا يفسد للودّ قضية!!!

(موقع أخبار سوريا الوطن-١)

مشاركة المقال: