الإثنين, 16 يونيو 2025 02:47 AM

واشنطن بوست: هل أشعلت إسرائيل فتيل حرب شاملة مع إيران؟

واشنطن بوست: هل أشعلت إسرائيل فتيل حرب شاملة مع إيران؟

يرى الكاتب الأميركي ديفيد إغناتيوس أن بدء صراع مع إيران يبدو سهلاً، لكن إنهاءه مهمة معقدة، وهو درس تعلمته الولايات المتحدة وإسرائيل من صراعاتهما المتكررة مع طهران.

في مقال له بصحيفة واشنطن بوست، أشار إغناتيوس إلى أن إسرائيل تبدو وكأنها دخلت المعركة بلا تصور واضح لـ "اليوم التالي" بعد هجماتها الأخيرة على إيران.

الضربات الجوية الإسرائيلية استهدفت قيادات عسكرية وعلماء نوويين إيرانيين، في حملة تهدف إلى شل القدرات الإيرانية. السؤال الأهم: هل هذه الضربة بداية النهاية أم مجرد فصل جديد في صراع طويل؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاطب الشعب الإيراني مباشرةً، قائلاً "هذه فرصتكم للنهوض وجعل أصواتكم مسموعة"، مما يشير إلى أن الهدف قد يتجاوز تحجيم التهديد النووي الإيراني ليشمل تغيير النظام.

تحذيرات تتوالى من أن هذه الضربات، قد تؤدي إلى تفاقم الصراع بالمنطقة، وقد يضطر نتنياهو إلى الاكتفاء بضربة تؤخر الخطر النووي الإيراني عدة سنوات فقط، مع احتمال إشعال صراع جديد في المستقبل.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب (حليف إسرائيل) ليس بعيدًا عن المشهد، وعدم وضوح "اليوم التالي للحرب" ينطبق أيضًا على دبلوماسية ترامب.

هل ينوي ترامب إنهاء الحرب الباردة مع إيران التي بدأت منذ ثورة 1979؟ أم أن تعهده بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي سيغرق أميركا في دوامة من الهجمات والردود؟

"لقد علمت العقود الماضية الولايات المتحدة وإسرائيل معًا أن الحروب مع إيران من السهل إشعالها، ولكن من الصعب إخمادها".

ترامب، الذي سبق أن فتح باب التفاوض مع طهران، حذّر من أن "ما هو قادم من إسرائيل سيكون أكبر" داعيًا إيران إلى "عقد صفقة قبل فوات الأوان".

هذا التصعيد يأتي في وقت حساس، بعد أشهر من التوتر المتزايد منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أطلق شرارة "حرب إقليمية غير معلنة".

إسرائيل، التي شعرت أن إيران أصبحت في أضعف حالاتها بعد انهيار حلفاء لها بالمنطقة، اختارت هذه اللحظة لتوجيه ضربة وُصفت بالأكثر دقة منذ سنوات، فاستهدفت بعضًا من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين.

رغم النجاح العسكري الإسرائيلي الظاهر، بدأت إيران سريعا في الرد حيث أطلقت بعد ساعات بعد الهجوم الإسرائيلي أكثر من 100 طائرة مسيّرة، تبعها وابل من الصواريخ الباليستية، مستهدفة العمق الإسرائيلي.

إسرائيل نجحت -حتى اللحظة- في تحييد جزء كبير من التهديدات التقليدية، بما في ذلك ترسانة حزب الله الصاروخية في لبنان، والتي كانت تمثل الردع الرئيسي الإيراني.

في ظل غياب رؤية إستراتيجية لما بعد الضربة، تبقى المخاوف قائمة من أن تتحول هذه العملية إلى شرارة لصراع طويل الأمد بالمنطقة، فإسرائيل فتحت بابا واسعا للحرب لكن إغلاقه قد يكون أصعب بكثير من فتحه.

مشاركة المقال: